مثنى الطائي ||
ما أمتاز به شهيدنا الصدر باقرا رض من امكانية عقلية وبراعة ذهنية وقدرة معرفية وماقدمهُ من إرثا علميا ومعرفيا حضاريا قياسا بسنيين عمره النزيره الحافلة بالعناء والعطاء والتضحية من اجل طلب العلم ونيل الكمال ، وما اتصفت به شخصيته رضوان الله عليه في بُعدها الثوري والاصلاحي التجددي والرسالي الروحي تجعلنا ندركُ ان فقدنا لهكذا شخصية وإنهاء دورها الرسالي في أوج نبوغها وبواكير عطاءها ومجدها لهو اعظم الخساره واشد الحرمان الذي منيت به الامة والساحة الاسلامية وجمهور المسلمين والقواعد المتدينه والنخب المثقفه والمؤسسات الدينية والثقافية والحوزات العلمية ، وحرمانهم من توقف ذلك العطاء الفكري المِعطاء ، بعد إن استشعرت الجهات ( الداخلية والخارجية ) التي تقف وراء تصفيته من خطوره وجوده على مشروعها ومستقبل بقاءها ، فاقول ماذا لو كان شهيدنا الصدر اليوم بيننا وهو ابن الثمانين او التسعين عاما ماذا اصبح عَطاءهُ وماذا كان انجازه ؟ ، وماذا يكون واقعنا العلمي والسياسي والمعرفي بعد إن خسرنا من اعظم الشخصيات التي شهدها القرن الماضي ، لكن لله امرٌ هو بالغه ولاحول ولاقوة الا بالله .
فإن لكل أمةٍ لا يُمكن لها ان تنهض وترتقي مالم يقترن ارتقاءها بعظمائها ومفكريها وقادتها ومصلحيها ، وإن لكل مشروع يُراد به النهوض والتحقق فلابد من ان تكون هناك عُرى الوثاقه والاندكاك حاضره مابين القيادة والقواعد الجماهرية والنخبوية ، فلو افاقت الامة من سُباتها وتحررت من غفلتها واشعرت بمسؤوليتها والزمت قيادتها الواعية وادركت اهمية المشروع الذي كان يبتغيه رض ، لتغير الحال كثيرا .. ، فشهيدنا الصدر وبعد انتصار الثورة الاسلامية المباركة في ايران ومن منطلق تكليفه ومسؤوليته وحرصه على إقامة حكم الله وإحياء شريعة سيد المرسلين وترجمة الدين في الواقع العملي للامة بعد إن أصبح غريبا بين الناس والمتدينون مشردون والعلماء مستضعفون والاحرار مغيبون واهل الخُذلان مهيمنون واهل الفسوق والفجور والطغيان مستحكمون ، فأنه قد استبشر خيرا بانتصار هذه الثورة المباركة واعلن تأييده المطلق لهذه التجربة الاسلامية الرائده ، فكان يرى ان الامام رض قد حقق حلم الانبياء والاولياء والائمة في التاريخ ، وأنجز ما كان يرجوه ويسعى أليه ، فقال أنّ مرجعيّة السيّد الخميني دام ظله التي جسدت آمال الإسلام في إيران، اليوم لا بدّ من الالتفاف حولها والإخلاص لها وحماية مصالحها والذوبان في وجودها العظيم بقدر ذوبانها في هدفها العظيم ..
فالسؤال الذي يطرح نفسه أين نحنُ من الشهيد الصدر ونهجه اليوم ووصيته كجمهور ونخب وسياسيين ، فهل طبقناها وعملنا بها ، ام إننا فعلنا العكس وذهبنا لقتال من اوصى بالالتفاف حول مرجعيته والذوبان فيها والاخلاص لها وحمايتها ، ام إننا وقفنا ضدها وسلينا سيوفنا عليها وقاتلناها ل٨ سنين في حربٍ مفروضة وظالمة امتثالا لاوامر الجلادين من البعثيين ، وإذعانا لسطوة المتجبرين ورضوخا لحماقة كبير الفاسقين طاغية العراق ودكتاتوره المقبور هدام ، والذي سسبه هذا الخُذلان بتقويه سلطانه وشد عود نظامه واحكام قبضه طغيانه حتى إن سلط الله عليه من جرعه غصص الذُل والهوان ..
فالسلام عليك سيدي ابا جعفر يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تُبعث حيا والسلام على اختك الطاهرة العلوية الشهيدة بنت الهدى وحشركما مع اوليائكما الطاهرين ، واللعنة الدائمة على من ظلمك وهتك حرمتك وسفك دمك وساهم في ظُلامتك وكل من رضي بفعلهم وشاركهم بعملهم
https://telegram.me/buratha