المقالات

لماذا تودّ اسرائيل والسعودية التخلص من الملك عبدالله؟!


 

ظاهر العيد ||

 

 لربما يشكك البعض في وجود مؤامرة تستهدف اسقاط الحكم في الأردن، وأعتقد إن هذا التشكيك لا معنى له بعد بيان الحكومة الأردنية الذي ذكر إن المتآمرين لديهم اتصالات خارجية وتنسيق مع بعض الدول، وكذلك اتصال الأمير حمزة والمسجل من قبل أجهزة الأمن الأردني بعد احتجازه برجل الأعمال الإسرائيلي شابوشنيك القريب من الموساد والذي يمتلك علاقة مع شركة بلاك وتر ومقرها في دبي، وقد نشرت جريدة الفايننشال تايمز اللندنية تفاصيل خطة الانقلاب، ولانريد الخوض في تفاصيل المؤامرة وأطرافها إنما نريد الأجابة على السؤال المطروح لماذا تودّ اسرائيل والسعودية التخلص من الملك عبدالله؟

من الحلول المقترحة لحل الصراع العربي الإسرائيلي، حل الدولة الواحدة والذي يقوم على إنشاء دولة واحدة في إسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة بحيث يكون للسكان العرب واليهود مواطنة وحقوق متساوية في دولة ديمقراطية موحدة، وهذا الحل ترفضه الغالبية الصهيونية، خوفاً من نتائجه المستقبلية بسبب خصوبة العنصر العربي وتمكنه من السيطرة على فلسطين ثانية بعوامل ديموغرافية، والحل الآخر المقترح هو حل الدولتين، يقوم هذا الحل على أساس دولتين في فلسطين تعيشان جنبا إلى جنب، هما دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل، وهو ما تم إقراره في قرار مجلس الأمن 242 بعد حرب 1967 وسيطرة إسرائيل على باقي أراضي فلسطين، وهذا الحل مقبول من قبل اليسار الإسرائيلي سابقاً ومسكوت عنه حالياً، ومرفوض من قبل اليمين المتطرف المتمثل بحزب الليكود وزعيمه نتنياهو، ويقترحون أن يكون الأردن وطن بديل للفلسطينيين، فيستولوا على جميع الأراضي الفلسطينية ويهجروا الفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة إلى الأردن، وهذا الحل يرفضه الملك عبدالله بشدة،  كما رفضه من قبله والده الملك حسين، لأن الأردن الحالية هي ذات غالبية فلسطينية والقبائل العربية التي تعيش في بادية الأردن يعتبرون أقلية، ولكن النظام يعتمد عليهم في المؤسسات الأمنية ويعتبرهم موالين للنظام الملكي وللأسرة الهاشمية، وإذا أصبح الأردن الوطن البديل للفلسطينيين يصبح الفلسطينون هم الغالبية الساحقة ويستولوا على السلطة في الأردن بدل الملك، لذلك فأن صراع الملك عبدالله مع هذا المشروع هو صراع وجود ولا يمكنه القبول به بأي حال من الأحوال، ورغم إن الأردن مصنفة من ضمن دول الأعتدال العربية وقد وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل، ولكن هذا الأعتدال وهذا (السلام) لم يقدم شيء للشعب الأردني وبقي يعاني الفقر والفاقة، كما إن السلام ومعاهدته لم تحمي النظام في مصر ولم تساعده أمريكا للخروج من أزمته الأقتصادية، بل استمرت تدعم الفوضى في أكبر بلد عربي يعاني شعبه الأمرين.

أما السعودية فتريد أن تتخلص من الأسرة الهاشمية، لأن ولاية الحجاز في زمن الدولة العثمانية أو مملكة الحجاز بعد الحرب العالمية الأولى تعود بملكيتها التاريخية إلى الأشراف الهاشميين، قبل أن يحتلها آل سعود ويفرضوا المذهب الوهابي على بلاد الحرمين، وخلاص الحرمين من الوهابية وعودتها إلى الهاشميين حلم يراود معظم المسلمين بكل مذاهبهم ماعدا الوهابيين، ولربما البعض يقول أن هذا الطرح بعيد المنال، ولكنه موجود ولو كان الخطر الذي يمثله يشكل حاليا أقل من 5%  على السلطة السعودية، فالبنسبة لهم يجب التخلص منه إذا أتيحت لهم الفرصة في ذلك، ومن دون أن يغضبوا الكيان الصهيوني والغرب في الخلاص من الأسرة الهاشمية وأشراف مكة.

لذلك حاول الملك حسين أن يتقرب من العراق في زمن النظام السابق ويشكل معه تحالف، ولكن إجرام صدام حسين وإقباله على احتلال الكويت أفشل طموح الملك حسين بجعل العراق سنداً وظهيراً للأردن، وعاود الملك عبدالله نفس الخطة أيام عادل عبد المهدي ولكن الوقت لم يسعفه وذهب عادل عبد المهدي قبل أن تظهر خطة المشروع للعلن، لذلك تأثر الملك عبدالله على ذهاب عادل عبد المهدي من السلطة، ولربما يعتبر الحاكم العربي الوحيد الذي دافع عنه أمام الأتحاد الأوربي وقال عنه (كانت هناك فرصة للتقارب مع العراق عند مجيء عادل عبد المهدي تم اجهاضها).

أما الأمارات فهي تعمل كظل للكيان الصهيوني، فتراهم يتدخلون في سوريا واليمن وليبيا وكأن الأمارات دولة عظمى وتريد أن تمد نفوذها إلى دول العالم، ومثلما ذكرت أن شركة بلاك وتر مقرها في دبي وهي تحمي الشيخ محمد بن راشد وإن الملكة نور أم الأمير حمزة تقيم في دبي، كما إن المدبر للإنقلاب باسم عوض الله هو المستشار الأمني والسياسي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومقيم في السعودية، وإلقي القبض عليه عندما قدم للأردن في عزاء أخيه بعد وفاته، ولايمكنه أن يقدم على هذا الفعل من دون علم محمد بن سلمان.                                               

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك