المقالات

الشهيد محمد باقر الصدر ... أيقونة الثائرين 

1945 2021-04-08

 

 

🖋  قاسم سلمان العبودي   في سنة ١٩٧٩ ، يوم أنتصار الثورة الأسلامية في أيران ، لم يكن يوماً عادياً في حياة السيد الشهيد محمد باقر الصدر . كان يوماً فارقاً في حياة السيد الذي خبر الثورة وقادتها ، ووقف على حيثياتها بكل صغيرة وكبيرة . فقد نقل عنه في ذلك اليوم أنه جلس كعادته في صدر مجلسه لأعطاء الدرس لطلبته ، وكانت تعلو محياه فرحه غامره ، وأبتسامة لا يعرف مغزاها ، ألا من عرف طريقة التأمل  للسيد الشهيد الصدر . .لم يسترسل طويلاً ، حتى توقف عن أعطاء الدرس وأخذ بالصلاة على محمد وآل محمد ، وبدأ يخرج عن الطريقة التدريسية المعتادة ، فقد وقف بطوله المبارك وقال ، أني أبشركم أيها الأحبة ، فقد منٌ الله تعالى علينا  اليوم بسقوط أعتى الطواغيت ، على يد أكبر العلماء ، وسليل آل محمد ، الأمام الخميني أيده الله بنصره .  وعليه أني ( والكلام للسيد الشهيد ) أمركم بعدم الترويج لمرجعيتي في داخل أيران من اليوم فصاعداً ، حتى لا تخدش مرجعية السيد روح الله الخميني . فو الله ، لو أمرني السيد روح الله أن أكون وكيلاً له في أي مدينة عراقية ، سأكون ممتناً له .  هنا لابد أن نقف مطولأً أمام هذا الطرح العقائدي الكبير  . يدل هذا التفاعل دلالة عظيمة  على أن هناك تبني واضح لمفهوم الثورة بمعناها الفقهائي ، أي بالقيادة الربانية بمفهومها الأسلامي الأوسع ،والذي  يدعو الى التغيير الشامل على مستوى الفرد والأمة . فرحة السيد بقيام الثورة الأسلامية في أيران  وربطها الحركي بمفهوم تحقيق حلم الأنبياء الذي أشار أليه الشهيد الصدر ، أنما جاء بالمعنى الذي أفنى حياته الشريفة للوصول به الى الأمة التي خذلته فيما بعد .  لم ينطلق السيد الشهيد بما قال ، من منطلق عاطفي ، أنما كان مسعاه شرعي تكليفي بالمقام الأول . وهذا ما أنعكس سلباً في مواجهته للنظام البعثي الغاشم في مرحلة أخرى من مواجهته مع النظام البائد  . كان تفاعل الصدر الشهيد مع نجاح الثورة ، قد أماط اللثام عن جوق المطبلين الذين دستهم يد البعث الكافر بين الأوساط الحوزوية لنقل أي تحركات تحاول أسقاط النظام العفلقي  ، ومن جهة أخرى أرسى دعائم التكليف الفقهي ، وتنجزه في ذمام المراجع وطلابهم ،  التي كانت تغص بهم الحوزة العلمية في النجف الأشرف . فقد أصبحت الثورة الحد الفاصل بين المنتمي واللا منتمي للثورة  ، وخصوصاً أن قائد الثورة من أبناء الحوزة العلمية .  لذلك سعت ثلة من الأمة التواقه الى التغيير بالألتفاف حول الشهيد الصدر ومتبنياته الفكرية الداعية الى جعل أسقاط النظام البعثي تكليف شرعي متنجز في ذمة كل مكلف .  من هذه الدائرة الأعم ، والأشمل أنطلقت ذئاب السلطة الغاشمة التي كانت تحركها الدوائر الأستكبارية العالمية ، للحيلولة دون نسخ هذه الثورة الأسلامية التي غيرت خارطة الشرق الأوسط بأكمله ، وغدت نبراساً يضيء طريق المستضعفين الذين يقارعون الأستكبار العالمي اليوم ببركة ومعطيات تلك الثورة المباركة .  أذاً كان الشهيد الصدر ، ثائراً . وكانت الثورة على الأبواب ، لو لا تخاذل بني الجلدة وأنزوائهم بعيداً في مواجهة المستجدات المثيرة ، لكان حال العراق اليوم غير الذي نراه من ضعفاً ومن وهن . مما قاله السيد الشهيد الصدر ، وهذا موثقاً لمن يريد الإطلاع ، أن الشعب العراقي بحاجة الى دماء رمزية كبيرة ، ربما توازي أو تقترب من دماء أبي الأحرار الحسين عليه السلام ، حتى ينهض الشعب بتكليفه الواجب عليه من الله .  فهل كانت دماء السيد الشهيد وأخته المظلومة كبيره عند الأمة ؟ وهل كانت هذه الدماء الكبيرة المعطاة ، سبيلاً للتغيير ؟ هذا ما سنكتبه في مقالنا القادم بأذن الله تعالى .  
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك