المقالات

العنصرية المفرطة في الديموقراطية المزدوجة   ...


 

✒️عمر ناصر * || 

 

مازالت ازدواجيات بعض انظمة الحكم باقية وتستحضر نفسها بين الحين والاخر على اعتبار ان احداث التاريخ تعيد نفسها باستمرار رغم محاولة طمرها بين رفات الكتب فيطلع عليها القراء والباحثين فتبقى عالقة في اذهانهم على الرغم من مرور عوامل التعرية السياسية من فوقها.

 أجتماع واتفاق الاضداد في جميع المصطلحات هو غير وارد في لغة المنطق فلايمكن انصهار الخير مع الشر ولايمكن الجمع بين الظلمات والنور وكذلك الحال لايمكن الائتلاف والمواءمة بين العنصرية والطائفية وبين العدل والمساواة والمواطنة استناداً لمبدأ يولد جميع الناس احرار ومتساوون في القيمة والكرامة الذي يعد من انقى المُسلمات واولى اولويات التعايش السلمي بين الافراد واللغة الجامعة لمفاهيم الانصهار الفكري التي لايختلف عليها احد ايمانا بفلسفة القبول بالاخر وفق ابجديات ومبادئ الانسانية التي لاحصر لها.

قد نضطر اغلب الاحيان الى الكذب ولكن عندما يكون له تبويب سياسي فلن يستطيع احد انذاك ان يقنعني بوجود صنفين منه الكذب الابيض والكذب الاسود لان في طبيعة تركيبة هذه المفردة بالذات تتخللها العنصرية حد اللعنه والادلة والبراهين التي تثبت ماذكرته هنا لا حصر لها ابتداءا من اكذوبة مكافحة التمييز العنصري في اميركا وانتهاءاً بالتسويق السياسي المزيف لبعض الامعات الموجودين لدينا في العملية السياسية.

كل السياسيين يجمعون شفوياً على انهم مؤمنين بدولة المؤسسات ويسيرون بإتجاه التعامل على اساس مبدأ المواطنة الا ان الواقع يقول عكس ذلك فكل مايقوله العقل مسموع وكل مايتعارض مع المنطق فهو ممنوع لانهم كلما انتهوا من ازمة سياسية دخلوا في ازمة اخرى مشابهة لها ليزداد المشهد تعقيدا دون ظهور بارقة امل او انفراج يرجع البوصلة الى وضعها الصحيح ولنجد انفسنا داخل عقد جديدة توقف عمل المنشار لتعيدنا الى نقطة الشروع التي انطلقنا منها اول مرة من مبدأ اجبارنا بقبول ان فكرة الاختلاف السياسي يجب ان تكون احدى اساسيات تطبيق الديموقراطية فأنها تكون احياناً عازل جيد يحمي اسرار خطيرة لبعض انظمة الحكم وتستخدم كغلاف شفاف نستطيع رؤية اشعة الايدلوجيات العنصرية والطائفية تنفذ من خلاله . 

واذا دققنا النظر بها اكثر سنجد فيها جزء مبطن يتبلور بكذبة سياسية كبيرة تروّج لها البيروقراطيات المتعجرفة على انها اتت بنظام سياسي يستند الى البعد الانساني في التعاملات والمعاملات وذات جودة اخلاقيات عالية قادمة لازالة الفوارق الطبقية والاجتماعية بين دول العالم الثالث وما هي في واقع الحال الا مساحيق تنظيف تستخدمها الدول العظمى لازالة الاوساخ والجراثيم العالقة على وجوههم الكالحة لان الديموقراطية التي صُدرت الينا استطيع وصفها بأنها صناعة باب ثاني على غرار طائرات ال اف ١٦ التي ارسلت الى الشرق الاوسط مواصفاتها تختلف عن اصلية المنشأ .

لنعترف بأن العدالة الارضية نسبية و العدالة الالهية مطلقة ومابينهما فراغ تستغله الة الزمن والسياسة لتحريك ادواتها بشكل يناسب توجهات العالم المادي الذي اجبرنا على ان ننصهر داخله صاغرين وهنا استعرض كلمة رئيس زيمبابوي روبرت موغابي التي كانت صرخة مدوية بوجه دول الاستكبار العالمي بقوله (( لن تذهب العنصرية مادامت الدول المتقدمة تصنع سيارات بيضاء وتضع لها عجلات سوداء ، ولن تزول العنصرية طالما الدول المتقدمة تضع اسماء المجرمين في قائمة تطلق عليها القائمة السوداء ، ولن تزول العنصرية طالما اللون الابيض يدل على السلام واللون الاسود يدل على الحرب والحزن، لكن رغم ذلك أنني مازلت فخوراً لانني اسود لكونه وبكل بساطة مازلت استخدم ورق ابيض عند انتهائي من دخول المرحاض)).

 

انتهى ....

/  *كاتب وباحث في الشأن السياسي 🔍

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك