المقالات

إصبع على الجرح..طريق الحرير وطريق الحمير ..

1654 2021-03-28

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

وقّعت إيران والصين إتفاقية تعاون تجاري واستراتيجي تستمر لمدة 25 عاما تشمل في مضمونها فقرات التعاون في المجالات الإقتصادية والعسكرية والبنى التحتية علما إن هذه الإتفاقية تم التأسيس لها منذ العام 2016 اثناء زيارة الرئيس الصيني الى طهران .

خلال متابعتي لوسائل الإعلام العربية خصوصا الخليجية منها وجدت ردة الفعل الهستيرية على ما قامت به إيران تجاوز سقف الآراء بشأن الملف النووي بما حملت تلك الردود عبر نشرات الأخبار من تشويه وطعن وتزييف في ماهية الإتفاقية ومدى تأثيرها على السيادة الإيرانية وما أشيع عن وجود خلاف قوي داخل الطيف السياسي الإيراني وهو ما يؤكد صواب الخطوة التي قامت بها طهران حيث القاعدة العقلائية التي تقول صواب فعل الخصم لكل ما يغيض الخصوم  بالإضافة الى ذلك فإننا ندرك إن دويلات ومشايخ الخليج هي أدوات تتحرك وفق الكونترول الصهيوأمريكي ومن هنا نجد إنها صدى ما يعتري أمريكا وأوربا من مواقف رافضة للتقارب الإيراني مع الصين .

 ما يزيد الطين بله هو الموقف الصيني الجاد والحازم حيث صرح وزير الخارجية الصيني وانغ يي بأن علاقاتهم مع إيران لن تتأثر بالوضع الراهن بل ستكون دائمة وإستراتيجية وقال “إيران تقرر بشكل مستقل علاقاتها مع الدول الأخرى وليست مثل بعض الدول التي تغير موقفها بمكالمة هاتفية” .

الجدير بالذكر إن الإتفاقية تشمل استثمارات صينية في قطاعات رئيسية مثل الطاقة والبنية التحتية.بل إن الموقف الصيني كان أكثر استعدادا للمواجهة والوقوف مع إيران في بيان وزارة التجارة الصينية الذي جاء فيه ( إن بيجين ستحاول حماية الاتفاق النووي المبرم بين إيران والقوى العالمية عام 2015 والدفاع عن المصالح المشروعة للعلاقات الصينية الإيرانية. ) .

ما أود أن اقوله إن معالم الشروع في مشروع طريق الحرير الرابط بين الصين وأوربا بانت معالمه من خلال هذا الإتفاق الذي سيجعل من إيران نقطة الإرتكاز الأهم فيه وبما سيمنح الإقتصاد الإيراني أموالا طائلة فضلا عما سيحدث من ثورة إنفجارية في الصناعات الكيمياوية والزراعية والطرق والجسور والموانئ والمطارات ولنا أن نتصور مدى التحول الذي سيحصل في إيران بعد تطبيق هذا الإتفاق الذي يعني ضمنيا كسر الحصار الأمريكي والأوربي المستمر منذ اربعين عام وإطلاق تصدير النفط الإيراني الذي سيصّدر منه ما يعادل مليون وربع المليون برميل يوميا الى المصانع الصينية .

 انه القرار وقوة القرار ودولة التحدي والصبر والإصرار والعقل الحكيم والبعد الإستراتيجي الذي يقود الجارة إيران فمبارك لهم هذا الإنجاز الذي سينجح إن شاء الله رغم كل التحديات وما يخطط عربيا وأمريكيا واسرائيليا  وأوربيا لإفشاله لكنه سينجح .

أما نحن هنا في عراق دولة اللادولة ودولة اللاقرار ولا رجال فقد تنازلنا عن طريق الحرير وأعطينا ظهورنا للصين خدمة لرشاوي الكويت واصدقائها اصحاب الهدايا من رئيس للبرلمان ونائبه ووزراء  ومسؤولين وتنفيذا لإرادة أمريكا وتلبية لشعارات ثورة تشرين التي اسقطت كل الفرص التي كان ينبغي أن نتشبث بها لنكون نحن اصحاب المبادرة واصحاب القرار وقررنا وبنجاح ساحق الى الإتفاق مع مصر والأردن بدلا من الصين لننتقل من طريق الحرير الى طريق الحمير والمسيرة مستمرة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك