منهل عبد الأمير المرشدي ||
ما يميّز مجلس النواب العراقي من دون كل البرلمانات في العالم إن جميع اعضائه وعضواته ورئاسته ومستشاريه وحشمه وخدمه وسواقه وحماياته جميعهم حجاج لبيت الله الحرام ونالوا وتناولوا وحصلوا وإستحصلوا منحة الحج التلقائية كما هي منحة السحت الحرام البالغة 100 مليون دينار في أول يوم دخلوا فيه البرلمان المنكوب في حضورهم والمشؤوم في ذاكرة العراقيين .
كذلك هم الرئاسات ومن يعيش في بحبوحتهم وحال الحكومة العراقية بوزرائها ووكلائهم ومستشاريهم وصولا الى درجة مدير عام .
جميعهم (شلع قلع) حجاج من الدرجة الأولى من النوع العراقي من دون نقاش او جدال حتى صار لقب (حجي) هو إسم ملازم لإسم الرئيس او الوزير او المدير ينطقه اصدقائهم والمقربين منهم وحماياتهم وايتامهم المتملقين والمتزلفين والمتوسلين وهلا بالحجي وتأمر حجي تفضل حجي ..
أغلبهم لا علاقة لهم بمناسك الحج او نوايا الحج او الغرض منه انما هو إنجرار مع غريزة النهب المتجذرة في وجدانهم فهو حق يسلبوه من غيرهم وسحت يسرقوه من ابناء شعبهم وافتراء على الله وكذب على الدين .
يقال إن في آخر رحلة للحجاج العراقيين (الرسميين) قبل جائحة كورونا قررت هيئة الحج ان تقوم لهم بجولة حرة داخل مدينة مكة المكرمة بعد إن أتموا طوافهم ونحروا ذبائحهم ورموا الحجرات على شياطينهم فتوزعوا في سيارات نوع كوستر ومع كل سيارة خصصت السعودية مرشدة سياحية (متفتحة ثقافيا) حسب توجهيات المتفتح منشاريا محمد بن سلمان لترشدهم على الأماكن السياحية .
صعدت المرشدة في السيارة وكانت جميلة بشكل لافت ومع صعودها تفقدت جهاز الموبايل فلم تجده فأرتبكت مما دعا أحد الحجاج المسؤولين (الأتقياء) ان ينتخي لها وقال لها لا تنزعجي ربما سقط هنا في السيارة اعطني رقمك كي اطلبه من موبايلي .
استجابت البنت المرشدة وردّت الرقم بصوت مسموع فطلبه وإذا به تحت الكرسي . بعد إنتهاء الجولة ورجوعهم للفندق رّق قلب الحجي التقي النقي الطاهر الوفي الى المرشدة الجميلة وقرر الإتصال بها ليعرف عنوانها او يدعوها عسى ولعل شيء من احلام العصافير تتحقق ولو بالحيلة الشرعية او الطرق الرسمية او شيه الرسمية .
إتصل بها فرد عيه صوت رجل .. ألوو .. ألووو ..
تفاجأ صاحبنا وسكت من جميع الجهات .
بعدها قال له الرجل وبصوت غاضب ( الووو . يبه تره آني زوجها . والله ومكة والكعبة .. زوجها . وأدعوا الله ومحمد رسول الله ان تكون انت آخر واحد من حجاج الكوستر يتصل .
حجةّ الكشرة ان شاء الله .. )
https://telegram.me/buratha
