المقالات

الكاريزما السياسية التافهة ...


 

عمر ناصر * ||

 

 دعنا نفرمل ونرجع ببطئ قليلاً الى الوراء لنتصفح بعض الاوراق المنتهية الصلاحية او لنحاول الدخول في بطون الكتب من اجل قراءة سير الاحداث والولوج في اعماق وتفاصيل بعض الشخصيات السياسية التافهة التي دخلت عالم الشهرة ولا اعتقد اننا سنصفح او نسامح الاعلام المقروء والمطبوع والمسموع غير متناسين فعلته السوداء كونه مشارك ومؤثر بصناعة امعات لايعلم فشلها الا الله والراسخون في العلم والذي اضاف عقدة اضافية الى طوابير العقد الموجودة في الساحة السياسية الملبدة بغيوم الفشل.

 ولنسأل انفسنا من يقف خلف صناعة الكاريزما السياسية التافهة ؟ وما الغاية من ابرازها الى العلن في وقت نحن بأمس الحاجة الى تنظيف الشاشة من شوائب المشهد السياسي ؟ ولماذا تكون بالعادة هي شخصية جدلية تسلط عليها اضواء الاعلام

 لتنتشر سريعاً كالنار في الهشيم ؟

ان هذه الصناعة ليست حالة فريدة او نادرة الوجود بل هو سلاح لايقل فتكاً عن الاسلحة التي يمكن استخدامها سياسياً واجتماعياً وثقافياً واستغلالها لتحقيق مكتسبات نوعية وعادة مايكون الجانب السياسي هو المستفيد الابرز منها خصوصاً عندما ينصهر الفساد بهذه الصناعة ليخرج بخلطة هجينة تباركها بقية العوامل الايدلوجية المحيطة بهم.

عند الدخول لمحرك بحث البروفيسور گوگل سنطلع وقتها على نتائج الاثار الجانبية الناجمة من هذه الصناعة والتي تحمل بصمات الاعلام المؤدلج

الحاضرة بكل ثقة والمدججة بجميع أدوات واسلحة الظهور الاعلامي الذي يفتقر لكل معايير المهنية ومحددات الجودة للمساهمة في نفخ ذلك البالون البشري المعبئ بغاز ثاني اوكسيد الاسفاف ولاضفاء صبغة الصفة النوعية من خلال الدعم والاسناد الاعلامي له وتشجيعه على لمشاركة في كرنفال الامعات المحسوبين على الطبقة السياسية التي ظهرت للجمهور بلحظة صدفة تعيسة من خلال وصفها بالمفهوم المدني وقدر (مزحلگ ) في المفهوم الديني ابتلينا به ليبدأ بعد ذلك مشواره السياسي الذي لايستند لاي جذور او نتاجات ادبية او منجزات فكرية تحدد سير برامجه المسقبلية .

وبالتالي فأن عملية خلق كاريزما سياسية تافهة بديلة عن تلك التي استهلكت اعلامياً وسياسيًا ومجتمعياً لن تحتاج الى مواصفات عالية بقدر حاجتها الى تسليط ضوء الاعلام المؤدلج لضمان تحريك بيادق الشطرنج بذات الكيفية التي كانت عليها سابقاً، ومن اجل التزام الصمت عندما تُفرض عليها الاملاءات عند دخول الازمات او وقت توقيع الصفقات، لان الكاريزما السياسية المحنكة والرزينة ليست مهيئة للقبول بتلك الشروط وليست مبرمجة لمثل هذه المهمة الحساسة والدليل سنجده اذا تتبعنا خط الخدمة لبعض الشخصيات السياسية الفاسدة التي كان لها نصيب من كعكة الفساد حتى انتهاء مهمتها سنجد انها تختفي تماماً عن الاعلام بعد تركها كرسي المسؤولية وانتهاء الجزء المخصص لها من سلسلة الافلام الهوليودية .

 

/*كاتب وباحث في الشأن السياسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك