المقالات

زيارة البابا للعراق والمفاهيم الجديدة

1553 2021-03-05

 

سامي التميمي ||

 

زيارة البابا فرنسيس للعراق نعم قد تكون مهمة من ناحية التعرف والحوار مع الأديان الأخرى وهذا ضروري جدا . وهذا حلم  للكثير من الجامعات والمعاهد والخبراء والمثقفين والسياح  . لكنها ليست كما يتصور البعض بأنها ستفتح أفاق التعاون السياسي والتجاري وغيرها . فأن معظم دول أوروبا  وأمريكا وروسيا وحتى الدول الأسيوية والأفريقية المعتنقة للدين المسيحي غير مرتبطة سياسيا بالدين والكنيسةوليس لهما تأثير بالمطلق على سياستها . بل الدين منفصل تماما عن الدولة ولم يعد يشكل أي دور كما في السابق أيام الأمبراطوريات والقياصرة والملوك . 

هم صححوا المسار الخاطئ الذي كانوا ينتهجوه في السابق عندما كان الدين والكنيسة مسيطر تماما على نهج ومسار وخطط وسياسة وأقتصاد الدولة  وقاموا بثورات وأنتفاضات عارمة وكان بعضها دموي  حتى وصلوا للحالة الأن في  بناء دولهم وحكوماتهم بشكل علمي ومدروس وصحيح .

مايتوجب علينا  فهمه وأدراكه أن نكون صادقين مع أنفسنا وشعوبنا وأن نصحح مسارنا ونهجنا وتفكيرنا في طريقة أدارة الدولة وفق المبادئ العلمية الرصينة وأن نغادر تلك الطرق الكلاسيكية القدبمة في أدارة الدولة ومؤسساتها ونبدع في تهيئتها لمستقبل أفضل لأجيالنا  مادام كل شئ متوفر بين أيدينا . وأن لاننتظر من الأخرين بأن يرسموا ويغيروا من واقعنا . كل الشعوب التي كانت فقيرة ومتأخرة أعتمدت على قدراتها وشبابها فنهضت وكانت محل أعجاب وفخر وأهتمام عالمي . مثل تجارب اليابان وألمانيا وكوريا الجنوببة وماليزيا وسنغافورة .

زيارة العراق من قبل البابا فرنسيس هي ليست كما يضن بعض الناس بأنها دعم للمسيحين العراقيين .  ففي واقع الحال هم أهل البلد ولايحتاجون الى دعم وتاريخم قديم وهناك كنائس قديمة منذ القرن الأول الميلادي . والمسلمين متعايشون معهم ويحبونهم ودافعوا عنهم بكل الحروب والكوارث والصعاب وأخرها داعش  فقد أستشهد الكثير من الشباب المسلم للدفاع عن القرى والمدن المسيحية في العراق وسوريا  والعلاقة الأخوية التي تربطهم قديمة وحميمة وأصيلة.

ولكن علينا أن نستثمر هذه الزيارة بالحوار الصريح والتحدث حول الكذب والخداع الذي يمارسه بعض الساسة وتجار الحروب الذين جعلوا من مناطقنا ساحة للتصفية و للعنف والقتل والتهجير ومعسكرات للجيوش ومختبرات لتجارب الأسلحة  .

 الحوار والتفاهم والتأكيد بفتح  صفحة جديدة  للتعاون السياسي والأقتصادي والسياحي والثقافي .

علينا طرح الأفكار الجديدة والخلاقة للتقريب والتفاهم والمحبة والسلام وأن لاندع تجار السياسة والأرهاب والجرائم الأستحواذ والسيطرة على دولنا ومدننا وثقافتنا وتاريخنا وحضارتنا ونستقبلنا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك