المقالات

الدور الأمريكي في إغتيال شهيد المحراب .


رحيم الخالدي

تتصاعد التدخلات الأمريكية شيئا فشيئا، في منطقة الشرق الأوسط حسب النتائج، وكانت حرب الخليج الأولى نقطة الإنطلاق القوية، بعد دفع أمريكا صدام لفتح حرب خاسرة مع إيران، خسر فيها طرفي النزاع خيرة شبابها، مع إستنزاف عام وبالخصوص المالية منها، وكل ذلك تحت شعار إيقاف المد الشرقي حسب زعمهم، بعد نجاح الثورة في إيران، كونها لا تنضوي تحت العباءة الأمريكية .

كان يوم العاشر من الشهر الخامس عام الفين وثلاثة، نقطة التحول بتاريخ العراق، حيث وطأت قدماه أرض الوطن بعد غربة طويلة، مبتدأً من البصرة ثغر العراق، مروراً بالمحافظات واحدةً تلو الأخرى، مثابة إرجاع الدين لتلك المحافظات، التي وقفت مع قطب المعارضة الوحيد لحكم البعث، محييهم بكلماته معها دموع لقاء محبيه ومناصريه، وغيبته عن وطنه لسنوات طرزها بالجهاد .

القطب الذي إحتل العراق كان لديه خطط قذرة، حسب رؤية منظر السياسة الامريكية "هنري كيسنجر"، وقد فلتت كلمات من فم "ترامب" في احدى خطبه، أن الاحتلال يروم الإستيلاء على مقدرات العراقيين ومنها النفط، الذي يعتبر السلاح الذي تناضل من أجله أمريكا، لبقائها في المنطقة بذرائع شتى، وهذه المرة التهديد الإيراني، مع تشغيل قنوات إعلامية بأسماء مختلفة، وبكذب متنوع لإيهام المتلقي أن أيران تهدد السلم، لتجنيد كل العالم تحت قيادتها، وبالحقيقة أن العداء لها وليس كما تدعي .

بعد الهدوء الذي ساد العراق إثر الإحتلال الأمريكي للعراق بعام الفين وثلاثة، بدأت أمريكا مخططاتها عن إنبثاق "تنظيم القاعدة" الذي أسسته هي بإعتراف السيدة هيلاري كلنتون، العمل على الساحة العراقية مع مسلسل قتل العراقيين، بحجة مقاومة الإحتلال! وإنضوى تحت جناح هذا التنظيم ممن لا يعرف المغزى، من تواجد تنظيم مكانه الحقيقي أفغانستان وليس العراق، حيث ساهم كثيراً لأمريكا تجديد بقاءها بحجة مساعدة العراق .

الكلمات التي القاها شهيد المحراب في مرقد "أمير المؤمنين" في النجف الأشرف، كان لها الصدى الواسع، والتي أزعجت المحتل كثيراً، وحث الجماهير والكفاءآت في المسارعة ببناء العراق، مع إحترام وتقوية النظام لحفظ حقوق الآخرين، سيما وأنه قد صرح أن وقت العسكرة إنتهى، والذهاب صوب بناء الدولة، وأنه تحت رهن سيادة المرجع " السيد علي السيستاني"، ويطبق ما يقوله سيد النجف .

هذه الكلمات إعتبرتها السياسة الامريكية تهديداً معلناً، لانه يحوي بين ثناياه منهاج بناء دولة، وهذا ما لا تريده دولة الإحتلال، لان برنامجها عكس رؤية "شهيد المحراب"، فقد جندت نفسها لاغتياله مع إنشغال العراقيين بأحداث يومية، من مفخخات الدول العربية المجاورة، التي تسير وفق الرؤية الأمريكية، أن العراق لا يزال يشكل تهديداً، سيما وأن المعارضة لديها جيش عقائدي كان صدام يخشاه أيام قوته .

إستطاعت دولة الإحتلال إدخال عجلة مفخخة مع كل الإحتياطات الأمنية، بغلق الشوارع المؤدية الى الحضرة العلوية، وبهذه العملية إستطاعت القضاء على الحلم الذي كان العراقيون ينتظرونه بفارغ الصبر، بعد انتهاء فترة الصفحة السوداء من حكم البعث، الذي ملأ الارض بجثث الشهداء دفناً وتغييباً تارة، وتارة اخرى بسجون الأمن العامة وأساليب التعذيب المتنوعة، التي فاقت كل التصورات .

كان "السّيد محمد باقر الحكيم" يدعي لنفسه بالشهادة عند كل صلاة، وقد تحققت أمنيته في أقدس بقعة ينتمي لها، والتي لطالما درس بين أروقتها، وتعلم العلوم الإسلامية فيها، وله ذكريات في كل شبر من الطرق التي تؤدى الى أماكن نهل العلم فيها، وبعدها أعطى ولم يبخل من تلك العلوم في تعلينها لتلاميذه الذي درسوا على يديه .

لو كانت أمريكا صادقة كما تدّعي، أنها تريد القضاء على صدام، لأنه يمتلك سلاحاً نوويا، لكانت سنة الف وتسعمائة وواحد وتسعين أفضل فرصة للقضاء عليه، لان قائد حملة عاصفة الصحراء في وقته، "نورمان شوارتسكوف" وصل لبادية السماوة والنجف، لكنهم أحسّوا أن الحكم سيكون للأغلبية الشيعية، وسيكون المؤهل الاول لقيادة لمرحلة السيّد "محمد باقر الحكيم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن
2021-02-28
رحم الله السيد الجليل ملاحظة ورد ان الشعب كان منشغلا بالمفخخات من الدول المجاورة ولكن تفجير السيد كان التفجير الثاني بعد تفجير الامم المتحدة في نفس الشهر اب .وعليه يكون فاتحة الانفجارات التي استهدفت العراقيين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك