المقالات

الطارمية تكشف المستور !!


 

محمد حسن الساعدي ||

 

شكلّ قضاء الطارمية والتي تقع شمال بغداد وتتبع إداريًا لمحافظة بغداد، وتبعد حوالي 50م عن جنوب محافظة صلاح الدين التي كانت تتبع لها سابقًا حتى عام 1997، يحدها نهر دجلة من الجنوب التاجي بين بعقوبة والتاجي والضلوعية، أما من الشمال فيحدها قضاء الدجيل، ومن الغرب الرمادي، أما من الشرق فتحدها ناحية الجديدة شرق نهر دجلة. تعود أهمية الطارمية لكونها تربط بين أربع محافظات عراقية رئيسية وهي: ديالى والأنبار وبغداد وصلاح الدين.

 كما تعتبر الطارمية إحدى الأقضية الستة المحيطة ببغداد أو ما يُعرف بحزام بغداد، ويتألف قضاء الطارمية من ثلاث نواحٍ هي: ناحية المشاهدة وناحية العبايجي ومركز القضاء، شكل سيف ذو حدين،فمنها أنها تمثل قلب الحركة الاقتصادية بين الشمال وبغداد والمحافظات الأخرى،وكونها كانت ومازالت تمثل الحاضنة الخطيرة والمهمة للتنظيمات الإرهابية من مختلف الجنسيات،فقد مثلت هذه المدينة تحدياً كبيراً لبغداد، وفي نفس الوقت تُركت للظروف السياسية المعقدة التي تمر بها البلاد بعد عام 2003.

ولحساسية المدينة وحتى لاتستغل الظروف طائفياً، لجأت الحكومة ولأكثر من مرة إلى أسلوب الحوار والتهدئة والمصالحة مع أهالي القضاء في محاولة للحد من الهجمات الإرهابية التي كانت تقوم بها المجاميع الإرهابية ضد القوى الأمنية والجيش العراقي الذي كان يقوم بواجبه في الحفاظ على امن القضاء، إلى جانب أن القضاء كان مكان تجمع الإرهابيين لاستهداف مدينة بغداد بالمفخخات والأحزمة الناسفة ولأكثر من مرة . 

الحكومة العراقية ومنذ 2003 استشعرت الخطر القادم من شمال بغداد ،فسعت إلى عمليات أستباقية انطلقت قبل عدة أيام ، وذلك من أجل تطهير المدينة من بقايا داعش،ومحاولة تامين المدينة والتي تعد من المدن الاقتصادية المهمة إذ تلقب الطارمية”سلة بغداد الغذائية”؛ وذلك لكثرة مزارعها وأراضيها الخصبة ولوجود العديد من مزارع الدواجن وتربية الأسماك، بالإضافة إلى تربية المواشي والأغنام التي تجعل الرعي ثاني أهم الحرف لسكانها بعد الزراعة، كما يوجد فيها مطاحن عديدة لإنتاج الطحين ومصنع “نصر” للصناعات العامة، وهذا جعل من الطارمية مدينة مكتفية بذاتها اقتصاديًا وقادرة على الاستمرار اعتمادًا على مصادرها الطبيعية وثرواتها الداخلية ، لذلك من المهم تأمين القضاء وتخليص أهله من العصابات الإجرامية التي أخذت بالانتشار أكثر واكثرسواءً على مستوى القضاء أو تأمين الطرق المؤدية إلى مدينة بغداد وديالى والانبار .

اعتقد أن الحكومة العراقية والقوى الأمنية بكافة تشكيلاتها إضافة إلى الحشد الشعبي الذي اثبت جدارة في اختراق وضرب الإرهاب وحاضناته أينما كان وحل إلى إعادة انتشار قواته في القضاء وإجراء مسح كامل لسكانه من خلال قاعدة بيانات للسكان ، إضافة إلى إجراء تقسيم افتراضي للقضاء على شكل مربعات ، وإعداد خطة في انتشار الكاميرات ونقاط المراقبة والتي مهمتها متابعة تحركات العصابات الإرهابية والانقضاض عليها بأسرع وقت ممكن، في مقابل ذلك العمل الجاد ومن كل تشكيلات السلطة المحلية في القضاء وإدارة البلدية في تطوير وأعمار القضاء وتوسيع شوارعها وتطوير بناها التحتية وتقديم الخدمات الضرورية لسكانه،وبما يحقق الاستقرار،وتفويت الفرصة على هذه العصابات أن تستغل سكان القضاء او تهدد استقراره .

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك