المقالات

من قصف السفارة ؟!


 

حسن كريم الراصد ||

 

لا يحتاج الامر لذكاء خارق او مجهود كبير لاكتشاف الجهة التي اطلقت الصواريخ مؤخرا باتجاه مواقع امريكية عسكرية ودبلوماسية ..

ففي وقت يشهد فيه العالم والمنطقة ذوبانا في جبل الجليد المتراكم في العلاقة بين الولايات المتحدة وايران يأمل منها الجميع توديع اخر مخلفات السياسة البلهاء لترامب وما تسببت من ارباك في المنطقة وشياع حالة الفوضى وانعدام المعايير المعلنة لامريكا  وان كانت شكلية دعائية والعودة للعقلانية التي دوما ما يحاول الديمقراطيون اظهارها بعد كل مغامرة جمهورية رعناء  .. في هذا الوقت الذي يمثل ربيعا سياسيا للعلاقات بين ايران والغرب والذي شكل ارتياحا للجهات العراقية بالعموم والشيعية على وجه الخصوص وفصائل الحشد والمقاومة على وجه التحديد لما ينعكس ذلك ايجابا على البلاد والمنطقة وكذلك يمثل هزيمة مدوية لسياسات ودبلوماسية من بذلوا المال وماء الوجوه لترامب لتأزيم الموقف ونفخ بالرماد وصولا لنشوب حرب تستنزف ايران .. في هذا الظرف تأتي الضربات المكشوفة الهزيلة والتي اعدت على عجل وبتخطيط ينم عن غباء واضح .. فالصواريخ الاخيرة لم تكن تحمل بصمات المقاومة من حيث الدقة والتخطيط والتوقيت والمكان . وحاولت الجهة المسؤولة عن ذلك ايصال ايحاءات مضحكة للدلالة على الحشد والمقاومة منها الاعلان عن مكان

 الاطلاق وتحديده بالكرادة وكتابة عبارات اللهم صل على محمد وال محمد على المنصات وهذا ما يمكن دحضه بسهولة بلحاظ ان الفصائل العراقية لم تكن يوما تشعر بالخجل من عملياتها بل هي تعلن عن ذلك مفتخرة بخيارها راسخة القناعة بعملها .  وهنا نجد ان معظم الاستنكارات صدرت اولا من قادة هذه الفصائل وشجبتها وتبرأت منها بل ان الشيخ الخزعلي هدد واوعد بكشف الغموض الذي لف تلك العملية وملابساتها ولا يخفى على احد ان الخزعلي كان قد ادلى بتصريحات تحتاج من الجرأة اكبر ما تحتاجه هذه القضية ولكنه احجم اليوم لأن الامر يتعلق بجهة رسمية قامت بالعملية لبعثرت الاوراق ولشعورها بالاحباط نتيجة هذا التقارب بين امريكا وايران وما يمثله ذلك من انتصار مدوٍ للجمهورية الاسلامية ونجاح لدبلوماسيتها ومكافئة لصبرها وصمودها الذي تزحزحت امامه مؤامرات كبرى واموال هائلة وتخطيط غربي لا يستهان به ابدا .. بالتالي نجد ان ما اخفاه الشيخ الخزعلي يمكن معرفته من خلال اسباب اخفاؤه كما يمكن معرفة الفاعل من خلال الدوافع والمصالح والمفاسد ويمكن ان يكون الفاعل مجرد شيعي يعمل بالاجرة ويقوم بما يطلب منه مقابل المال لذلك تحرج الخزعلي من اعلانه او ان الفاعل والمنفذ جهة رسمية تدور في فلك الارادات المعادية للحشد والمقاومة وايران  ..واظن ان الفاعل لا يخفى على الاستخبارات الامريكية واقمارها الصناعية ومصادرها وان المحاولة باءت بالفشل وانكشف الامر سريعا بسبب ركاكة تخطيطه وسذاجة تدبيره فان كان هنالك دوافع فهي خليجية . وان كان هنالك اثار وبصمات فهي تتلائم مع الركاكة السعودية ومن ينفذ اراداتها في البلاد وهم مازالوا كثيرين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك