المقالات

الكتل السياسية وسباق نحو الهاوية


 

د. مديحة الربيعي ||

 

الحراك السياسي في الدول المستقرة نوعا ما لايقتصر على المواسم الأ نتخابية فقط، بل هو قائم على قدم وساق يثمر نتاجات للجمهور الذي يترقب العطاء من ممثليه، وصناع القرار فالأحزاب في حالة أعداد تغيير نتاج وعطاء.

الوضع في العراق مختلف لدرجة كبيرة فهو لايشبه أي حراك سياسي أو نتاج أو تجربة أخرى، لأسباب عديدة منها الأنتقال من حكم الحزب الواحد إلى التعددية وتنوع الأقليات، والدستور الذي كتب في ظروف إستثنائية فكان أحد أهم اسباب المحاصصة، وتكريس الطائفية إلخ من الأسباب التي لم تعد تخفى على أحد في الشأن العراقي على مستوى الساسة والمواطنين والمراقبين والمتابعين.

كل هذه الأسباب آنفة الذكر يفترض أن تتغير منذ عام ٢٠٠٣ لغاية الآن، ويختلف معها المشهد الانتخابي هو الاخر لكن مثل كل مرة لاجديد ولاتجديد، تبقى الكتل السياسية تدور في نفس الأفق الضيق من الأخفاق والصراع.

أهم دعاية أنتخابية يمكن أن تتكرر في الحراك السياسي قبيل الأنتخابات هي تبادل التهم،والأكثر نجاحا من يتمكن من كشف مستور الكتل الأخرى على مستوى المكونات الأخرى وصولا الى الكتل من مكون واحد، فسرعان ماتثار التساؤلات ماذا قدمت الكتل الشيعية لجمهورها؟ ليكون السؤال الاخر بالمثل ماذا قدمت الكتل السنية لجمهورها؟ وماذا قدمت الكتل الكردية لجمهورها؟ لماذا لا يمتعض الجمهور السني من سوء الخدمات؟ لماذا يكرر الجمهور الشيعي نفس الوجوه رغم ماتعنيه محافظاتهم؟ ولماذا تتكرر ازمة تمويل الرواتب في الإقليم، وهكذا دواليك ثم تبدأ الصراعات على مستوى الكتل من نفس المكون والمذهب، ويبقى كل طرف ينشر غسل الطرف الآخر ولاشيء آخر في  المستنقع السياسي ومياهه الراكدة.

لم نشهد منجز لكتلة ما يقابله سباق على الإنجاز الكتلة الأخرى، فيكون الحراك على مستوى منجزات، والسباق نحو القمة في الخدمة والعطاء للمواطن، الذي جئتم تنادون بحقوقه ووصلتم الى ماأنتم عليه بفضل أختياره، بل حتى الكراسي في وقت ليس ببعيد بقيت بفضل تضحياته

ترى متى سيكون التنافس الانتخابي نزيه؟ ومتى يكون جوهره ومضمونه خدمة البلد وأهله؟ ومتى تغسل الكتل عنها عار السنوات السابقة وتتدارك ماتبقى؟ ومتى يكون خوض غمار الانتخابات هرولة نحو القمة، بدلا من ان يكون زحفا في المستنقعات الآسنة وسباق نحو الهاوية في تبادل التهم وإلقاء أسباب الفشل كل على الآخر؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك