المقالات

"العربية "ورش الملح على الجراح


 

عبد الخالق الفلاح *||

 

الإعلام الصادق هومرآة ومنارة وشجرة وافر بالعطاء وصبوة الخيول الجامحة وصوت الحق والموقف الشريف  فإن خرج عن المصداقية  ذهبت العلاقات إلى مزالق وابتليت بصواعق وأصيبت بالمآزق في زمن الإعلام الذي أصبح سلاح ذو حدين  ودورة الدم التي تجري في العروق، واذا صفت صفا الجسد ونما نمواً طبيعياً، والثاني مكدر يهزل الجسد ويتهالك ويهوى صريع الأمراض والعلل. وواجب الإعلامي الشريف أن يكون مع الحق في سرائه وضرائه وأن يكون صوته المجلجل في الآفاق لردع الشائبة ومنع الخائبة من النواعق والصواعق التي لا تريد لأوطاننا غير الخراب والدمار.. الاعلام الواقعي والسليم والملتزم بميثاق يخط طريقه ويقنن اجراءاته ويتحمل اي اخطاء قد تنتج عن سير عمله.

يلتزم بعدم اثارة النعرات الطائفية إلا القلة القليلة المريضة او الإساءة لأرباب الشرائع والرسل والانبياء والصحابة الاجلاء وهو الذي يبني متابعة الناس ويجدد ثقتهم به ويوحدهم باتجاهه من خلال ما يقدمه من عطاءات خيرة تلم المجتمع و بالإمكان ان يخط دربه باتجاه يكون به نبراسا يستمد منه اصحاب العقول كل معلومة صادقة، وبعدم الخضوع للواقع المعوج ويهتم بنشر القيم والأخلاقيات والسلوكيات التي تغير وعي كل طبقات المجتمع نحو الامن والسلام وتأخذ بأيديهم إلى الرقي والتقدم في كل المجالات.

 من حق الإعلامي أن ينتقد وأن يقدم الملاحظات النيرة وأن يكون عيناً ساهرة مبصرة تتابع الخلل أينما حل، ومن واجبه أيضاً أن يكون سداً منيعاً لدرء الأخطار عن الاوطان، وان يكون العين الساهرة لحماية البلدان لا ان يخطط من اجل اعادة الزمن المرة كما فعلته قناة العربية في سلسلة لقاءات مع ابنة الطاغية صدام حسين بوجهها القبيح في سبق اعلامي باهت كما تتصوره وفارغ من الاخلاق والقيم لترش الملح على الجروح الشعب العراقي وفي محاولة لتبيض وجه حزب البعث الحالم بالعودة ونظامه المجرم بعد تهجر اكثر من 600 الف عراقي من ارضه  وسحب جميع المستمسكات الرسمية والاموال المنقولة والغير منقولة منهم ليتركوا في مناطق وعرة وفي اجواء باردة ومثلجة بين السماء والارض  بتهم باطلة وقتل اولادهم بعد زجهم في السجون دون اي حق  وثم الى  المقابر الجماعية، والعدوان على الجمهورية الاسلامية ، واحتلال الكويت، وتجفيف الاهوار واستعمال الاسلحة الكيمياوية ضد ابناء شعبة كما هي حلبجة الشهيدة ، وضحايا الانفال والانتفاضة الشعبانية وحلبجه الشهيدة  وتثريم اجسادهم في مثارم المخابرات والامن التي كان يشرف عليها طاغيتهم وعملائه ،

كان على القناة العربية ان تقف معهم للخروج من شرنقة التوترات والازمات الاقتصادية الإعلامية ( بروح عربية ) لا بروح الجهل والحقد الدفين وكما وصفهم الإمام علي (ع) "همج رعاع ينعقون مع كل ناعق يميلون حيثما تميل الريح"، اقلام خبيثة حاقدة ومحترفة مدعوما من قبل جهات خارجية وداخلية معروفة بخبثها وحقدها وحبها للدم كل عراقي شريف يراق واسكات اصحاب الحق،

الاعلام الاعلام العربي  وبالذات " قناة العربية " المطلوب منه ان  يفحص ويمحص ويشخص الحالة العراقية الراهنة بدراية وعناية وحماية شعبه الذي هو في امس الحاجة لمن يقف الى جانبة من اخوانه في " القومية والدين "، بلا غواية أو الخضوع لإشاعات أو افتراءات أو هراءات. وان أن يكون عقلاً للدفع نحو التحاور مع الآخر بمنطق الأشياء الواقعية ويجاور الحقيقة أينما حلت وارتحلت، وألا تأخذه لومة لائم في فضح الأكاذيب والأغراض ذات النفعية والأنانية. وأن يواجه  معه التشويه والتشويش والتهويش بالمعلومة الصارمة و أن يقارع الآخر نداً لند دون انتقاص أو نقصان أو خذلان. ولدينا في وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية وعقول تمتلك من قوة التصدي وحجة المواجهة وبرهان الحق وبيان الاستحقاق، ولدينا ما نقوله ونرد التضليل و أن نقول ما يفيد.

 

*باحث واعلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك