المقالات

تماهي الخِطاباتِ..!

1101 2021-02-22

 

د. عليّ الدلفيّ ||

 

أضحىٰ الخِطابُ (الدِّينيّ/ السِّياسيّ) مُحورًا مُهمًّا في اللِّسانيّاتِ العربيّةِ الحديثةِ المُهتمّةِ بالخطاباتِ المُؤثّرةِ في المُتلقّي؛ وميدانهُ الرَّحْبُ خُطَبُ الجمعةِ لما لها مِنْ اتّصالٍ مباشرٍ بالمُجتمعِ وأفرادهِ قديمًا وحديثًا. وكذلكَ ميدانهُ الفتوىٰ؛ والبيان.

 فالخِطابُ السِّياسيّ تمثّلهُ السّلطةُ الحاكميّةُ العُليا في المُجتمعِ؛ التي تنصدمُ بالوقتِ نفسهِ معَ سلطةٍ مُناوئةٍ لها. لكنّها من نوعٍ آخرَ؛ هي السّلطةُ المَعرفيّةُ الدِّينيّة، ولمْ يكنْ منَ الممكنِ ألاّ تتقاطعَ السّلطتانِ؛ وكلتاهُما تستهدفُ الفضاءَ السّلطيّ نفسَهُ.

وهم الجماهيرُ؛ فَقَدْ أدركَ رجلُ السّلطةِ أنَّ ثمّةَ مُنازع ينازعهُ سلطتهُ (في سيطرتهِ علـىٰ الجماهيرِ)؛ ويمنعهُ منَ الهيمنةِ؛ فكانَ الحلُّ في اجتذابِ تلكَ (السّلطةِ المُعرفيّةِ) إلــىٰ مجالِ (السّلطة السّياسيّةِ) وإدماجها فيهِ إلــىٰ درجةِ التّماهي ومنْ ثَمَّ جعل السّلطةِ الدِّينيّةِ غطاءً أيديولوجيًّا للسّلطةِ السّياسيّةِ؛ تضفي عليها الشّرعيّةَ والصّدقيّةَ.

 غيرَ أنَّ مُهمّةَ السّياسيّينَ لمْ تكنْ سهلةً في ظلِّ وعي رجالِ الدّينِ بسلطتهِم المعرفيّةِ؛ وعدمِ موافقتهِم علـىٰ التّخلّي عنها لصالحِ سلطةٍ أخرىٰ؛ فالمحكُّ في النّهايةِ هُمِ الجماهيرُ باعتبارهم مصدر السّلطاتِ الوضعيّةِ في الأنظمةِ الدّيمقراطيّةِ.

ومن هنا ظهرَ في التّاريخِ العراقيّ الحديثِ والمُعاصرِ اتجاهانِ أو طائفتانِ منْ رجالِ الدّينِ؛ طائفةٌ: استجابتْ لنداءاتِ رجالِ السّلطةِ وإغراءاتها؛ وصارتْ تمثّلُ دعمًا لها تضفي علـىٰ حكمها الشّرعيّةَ والقبولَ لدىٰ الجماهيرِ في مُقابلِ العطايا وبذلِ المالِ والتّقريبِ في المجالسِ الخاصّةِ والعامّةِ؛ ومناصبِ القضاءِ؛ وكلّها إمّا كانتْ إغراءاتٍ للاستمالةِ أوْ مكآفاتٍ للولاءِ. وطائفةٌ أخرىٰ: تأبىٰ التّخلّي عنْ سلطتها المعرفيّةِ وتقفُ في مُواجهةِ السّلطةِ السّياسيّةِ؛ إنَّها تفضّلُ أنْ تكونَ بمعزلٍ عنها ناقدةً لها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك