المقالات

فضائيات ألاحزاب وأحزاب تشرين

1248 2021-02-15

 

زيد نجم الدين ||

 

لا أبالغ اذا قلت ان معظم الفضائيات العراقية في الحقيقه تمثل واجهات اعلامية لتيارات و احزاب سياسية معروفه من قبل الشعب العراقي ، و عاده ما تمول هذه الفضائيات من واردات الاحزاب التي تجنيها من مكتسباتها و مصالحها التي تغتنمها من طاولة التحاصص المشؤومه ، و يوم بعد اخر بدأت هذه الفضائيات تساهم في صناعة الرأي العام من خلال ما تغطي من فعاليات و ما تطرح من محتوى اعلامي يخص الشأن العام العراقي ، و لان هذه الفضائيات كانت و مازالت تمول من احزاب و شخصيات سياسيه معروفه فبالمقابل تعكس هذه المحطات في محتواها رأي و توجهات الحزب المالك او الممول.

في تظاهرات تشرين الاخيره ، لم يقتصر عمل هذه الفضائيات على دعم حركة الاحتجاج فقط بل حفزتها و هذا ليس لكون الاحزاب الفاسده التي تقف وراء هذه الفضائيات كانت خارج دائرة اتهامات تشرين لها بالفساد و سوء استغلال المسؤولية والسلطه ، بل لكون هذه الاحزاب تحاول ان تستثمر احتجاجات تشرين من خلال اعادة توجيهها للنيل من خصومها السياسيين مستغلة بذلك فضائياتها و منصاتها الاعلاميه التي جندتها لهذا الغرض.

اليوم و بعد ان تمخض عن احتجاجات تشرين احزاب و تيارات سياسيه تحمل يافطة تشرين و وبعد ان عبرت عن نيتها خوض السباق الانتخابي كبديل سياسي للاحزاب التقليديه ، بدأت هذه الفضائيات ومن خلفها الاحزاب المموله تتحسس رغبة الاحزاب التشرينيه و مدى ميولها لتقبل فكرة التحالف معها ، لكن  بعد ان بدأ بعض ممثلي احزاب تشرين التصريح بعدم رغبتهم التحالف مع اي من الاحزاب السياسية التقليديه السابقه ، بدأت هذه الاحزاب التي كانت داعمه لتشرين الحراك تحارب و تشاكس تشرين الاحزاب و المشروع السياسي ، وذلك من خلال  تلك الفضائيات المأجوره و ما تبثه من محتوى خبيث ، و ربما  الامر لا ينتهي بهذا القدر فحسب ، فكيف اذا اعلنت احزاب تشرين عن رغبتها تغيير شكل النظام من خلال تعديل الدستور بالشكل الذي يمنح صندوق الانتخابات القول الفصل في تعيين رئيس السلطة التنفيذية والمحافظين و هذا ما لا يحبذه الكثير من رواد العملية السياسية لما فيه من تحجيم لارادتهم و دورهم في رسم شكل الحكومه ، ايضا ، كيف اذا بددت العناوين المزيفه كزعيم المكون و ممثل المكون و استحقاق المكون و مرشح المكون و الى اخره من بدع و اعراف كانت تستغلها الاحزاب التقليديه للحفاظ على مكتسباتها الحزبيه ، تأمل!.

ومما أوردنا اعلاه يبقى السؤال قائم ، هل هذه الاحزاب التشرينيه الشابه قادره على احداث فارق مهم  في وسط سياسي يسوده المتلونون و الانتهازيون و ينتعش فيه المال السياسي و الكسب الغير مشروع ، ام انها ستكون حلقه جديده من حلقات الفشل السياسي في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك