المقالات

ما بين العامرية والمطار..القاتل واحد


 

عبد الرحمن المالكي ||

 

فجعت بغداد في فجر يوم 13 من فبراير في عام 1991 م , على قصف صاروخي موجهاً توجيها دقيقاً في بغداد ليستهدف ملجأ العامرية الذي يحوي على مدنيين من نساء واطفال وعرب !

تشير المصادر ان عدد الشهداء الذين تقطعوا جراء القصف الهمجي العدواني كان عددهم 408 اي ما يقارب نصف مليون مواطن مدني من ضمنهم نساء واطفال , وتشير المصادر ان عدد النساء اللواتي استشهدنَ في حادثة العامرية 261 امرأة واما عدد الاطفال بلغ 50 طفلاً وعدد العرب المقيمين داخل العراق حوالي 26 شخصاً !!

تلك الجريمة تبين نذالة الامريكيين ومدى حجم الارهاب الذي ارتكبوه بحق المدنيين من الاطفال والنساء , تلك التصرفات الهمجية العدوانية لم تتوقف بل استمرت لعدة سنوات , اما بعد عام 2003 م ابان الاحتلال الامريكي الغاشم وصولاً لقصف مقرات الحشد الشعبي والذي يعتبر قوة امنية حكومية تحت غطاء القانون ممتثلة لأوامر السيد رئيس الوزراء وصولاً الى جريمة كبرى الا وهي جريمة المطار .

ففي 3 من يناير من عام2020 م ,استيقظت بغداد ايضاً على سماع دوي انفجار لم يعرف تفاصيله في بداية الامر سوى انهُ كان في بغداد, فهل عادت جريمة عام 1991 ؟ فكم هو اشبهُ بحادثة العامرية !

وبعد فترة وجيزة تبين ان الانفجار كان في وسط بغداد وتحديداً المطار الدولي والذي يعتبر دائرة حكومية , ليعلن المعتوه ترامب تنفيذ ضربة جوية كما اعلنها بوش قبله , ليستهدف فيها مدينة بغداد تلك المدينة السكنية الجميلة التي احتوت الجوادين ( عليهم السلام ) وتحديداً سيارات مدنية !!

فأين وصل ذلك الاجرام وذلك الانتهاك الصارخ للسيادة العراقية واين مدعي الوطنية ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية من تلك الانتهاكات المعلنة والواضحة ؟

وهنا اطرح بعض التساؤلات التي تدور في مخيلتي ..!

كيف يمكن ان تقصف عاصمة لدولة تتمتع بسيادة تامة ؟

كيف يمكن ان تقصف دائرة حكومية مهمة وامنة مثل مطار بغداد الدولي ؟

كيف يمكن ان تستهدف سيارات مدنية ؟

كيف يمكن ارتكاب هكذا جريمة مروعة بحق ضيف جاء ليزور العراق ودخل عبر مطاره ؟

كيف يمكن ان تستهدف شخصية وطنية مهمة بمنصب رئيس اركان هيئة الحشد الشعبي والتي تعتبر من الهيئات الحكومية المرتبطة برئيس الوزراء ؟

تلك التساؤلات التي طرحت تدور في ذهن اي مواطن عراقي غيور يدين تلك الجرائم الامريكية التي تستهدف الاطفال والنساء والضيوف وحتى الشخصيات الحكومية الوطنية !!

لا يمكن السكوت اطلاقاً على تلك التصرفات التي بدأت في حادثة العامرية ثم تلتها عدة جرائم وصولاً الى جريمة المطار واذا استمر السكوت ستتفاقم لتصل الى شخصيات بالغة الاهمية بغض النظر عن كونها دينية او سياسية او اجتماعية

فالقاتل لا يفرق بين احد , نعم ان الجرائم قد تعددت لكن القاتل واحد !!

والسلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك