المقالات

الحكيم ورؤيته السياسية التي قتلته


رضوان العسكري

واجهنا الارهاب والقمع الذي دعمته امريكا وأروبا واغلب الدول العربية والاسلامية وصمدنا امامه، اما الآن لماذا نخاف ان نصمد امام القوى الاجنبية؟! نحن لا نقبل بالهيمنة الخارجية, ولا بالحكم الخارجي, ولا نقبل بحاكم عسكري, عندما احتل الانكليز العراق رفض علمائنا ذلك، وطالبوهم بالخروج, وبعثوا لهم الرسائل والوفود ان اخرجوا من العراق, وعندما رفضوا اعلنوا الثورة, ونحن نتأسى بعلمائنا.

هذا حديث الشهيد محمد باقر الحكيم قبل احتلال العراق بشهور قليلة، وهو من اهم المواقف التي اعلنها الحكيم ضد الاحتلال.

اهناك مواقف عديدة بنفس الاتجاه، قبل وبعد الاحتلال كان من اهمها: المطالبة بإجراء انتخابات حرة, وكتابة الدستور بأيادي عراقية, بعيدة عن الهيمنة الخارجية، والمطالبة العلنية بخروج المحتل.

كان لديه اصرار على تأسيس حكومة وطنية، تحفظ حقوق الجميع دون اي تمييز، وقد تبنى تلك التفصلية المهمة، بسبب تعرض الغالبية العظمى (الشيعة)، والاقليات الاخرى للتمييز الطائفي والعنصري، منذ تأسيس الدولة العراقية، لأن الحاكم كان من الطرف الآخر وهم الاقلية.

اكد مراراً وتكراراً على رص الصفوف والوحدة والتماسك لتحقيق الارادة العراقية بشكل واقعي وحقيقي، وهذا كان متبناه حتى عندما قادة المعارضة في الخارج، فكان يؤكد على وحدة المعارضة العراقية، من اجل توحيد الكلمة والرؤيا السياسية، لرسم مسار سياسي سليم وموحد، لأن لا تتشتت المعارضة، وتكون في النهاية هشة الموقف, متذبذبة القرار, ضعيفة الرؤيا في الادارة السياسية.

كانت مطالباته تتكرر في جميع مؤتمرات المعارضة العراقية التي اقيمت في الخارج، كـ مؤتمر نصرة الشعب العراقي في دمشق سنة 1985, ومؤتمر لجنة العمل المشترك سنة 1990, ومؤتمر بيروت سنة 1991, مؤتمر صلاح الدين سنة 1992, والمؤتمر التداولي دمشق سنة 1996, ثم تداولي آخر في السليمانية سنة 1999.

الولايات المتحدة الأميركية عندما قررت احتلال العراق خططت لاحتواء المعارضة العراقية، والسيطرة عليها, والتحكم بقرارها بصورة مباشرة او غير مباشرة، لذلك طلبت من معهد الشرق الاوسط في واشنطن توجيه دعوات للمعارضة العراقية، لعقد مؤتمر لها في لندن، تحت رعايتهم، بحجة دارسة موضوع اسقاط نظام صدام الذي كانت ترعاه طيلة العقود الماضية، وكان المجلس الاعلى رافض رفضاً قاطعاً لتدخلها في عقد هكذا مؤتمرات، وقال ان هذا الامر يخص المعارضة العراقية وحدها، وكان الشرط الاساسي هو ان المعارضة هي من تنظم وتمول المؤتمر، وعقدت حينها قرابة الـ28 اجتماع وجلسة من اجل مناقشة المؤتمر واسماء المدعوين وآلية التنظيم والتمويل.

وكانت اهم مطالب المؤتمر هو ان يكون التغيير من الداخل، ورفض التدخل الخارجي، وطالبت بمساعدة المجتمع الدولي في تطبيق القرار 688 والخاص بمنع النظام العراقي من استخدام الاسلحة الثقيلة ضد المدنيين لا ضد المعارضة عند انطلاق الثورة لتغيير النظام.

لذلك بدأت تخرج الاتهامات من قبل الايادي والاعلام المرتبط بالاستخبارات العراقية ضد المؤتمر بأنه برعاية امريكية من اجل تسقيطية، اما الاعلام الامريكي اراد اضفاء صبغة امريكية عليه، لإيصال رسالة مفادها (ان الولايات المتحدة الامريكية هي المنقذ الوحيد للشعب العراقي من النظام البعثي الفاشي)، وانه لا دور للمعارضة العراقية في الخارج، وان المؤتمر هو مؤتمرنا, والمعارضة تبع لنا، وهذا ما استطاعوا ترسيخه في اذهان الشعب العراقي ونجحوا فيه.

اما اعلام الدول العربية التي دعمت وايدت ذلك، ليس حباً بصدام او رغبةً ببقاء حكمه، وانما خوفاً من حكومة شيعية جديدة تحكم العراق، وهذا ما ثبت لجميع العراقيين بعد سقوط النظام البعثي، واغلاق الدول العربية حدودها بوجه العراق، ودعمها للإرهاب.

كان موقف وتصريحات زلماي خليل زادة، مسؤول الملف العراقي واضح، من ان الولايات المتحدة الامريكية هي الحاكم الفعلي الوحيد للعراق، واننا لن نسمح بمشاركة المعارضة العراقية في الحكم، واننا لسنا محررون بل نحن محتلون للعراق، فاذا كانت المعارضة تابعة لهم لماذا رفضوا ادارتها للحكم؟ لكن ليس كل ما يسعون اليه يقع بين ايديهم.

عندما دخل الحكيم الى العراق، كان نداءه الاول والاساسي هو الالتفاف حول مرجعية النجف، لتكون محور الانطلاق لوحدة الموقف السياسي، ليكون ذو وجهة واحدة لكي لا يستغل من الارادات الخارجية، والتيارات المنحرفة وبقايا ازلام النظام.

لذلك اصبح السيد محمد باقر الحكيم خطر يهدد مصالح الاحتلال داخل العراق وخارجه، وكانت تصريحاته تكفي لاتخاذ القرار بتصفيته، باعتباره الهرم الاساسي والقائد الفعلي للمعارضة العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك