المقالات

عودة داعش قراءة في الاسباب

1547 2021-02-07

 

د.علي الطويل ||

 

منذ التفجيرات الانتحارية التي حدثت في ساحة الطيران والى اليوم ، اشتد نشاط العصابات الارهابية داعش في اغلب قواطع العمليات العسكرية ، فمنها ماكان  نشطا فيها ولم ينتهي  من الاساس،  ومنها ماجد العمل فيها مؤخرا ، وكأن التفجير الانتحاري في بغداد كان صافرة البدء في عملياتها مجددا ، فياترى ماهي اسباب ذلك ، ولماذا هذا التوقيت ؟

سنحاول في هذه الكلمات تشخيص بعض الاسباب التي نعتقد وراء ذلك.

1. ان توقيت هذه العمليات مع اعلان فوز بايدن في رئاسة الولايات المتحدة فيه الكثير من الدلالات ، فبايدن الديمقراطي كان نائبا للرئيس ايام دخول داعش للعراق في وقت كان اوباما الديمقراطي رئيسا للولايات المتحدة ، فبعد ضيق الخيارات  امامهم  في وقتها وعجزهم عن البقاء في العراق امام ضربات المقاومة الاسلامية  ، كان  استخدام البديل الجاهز في كل وقت وهو داعش ، هو التكتيك  المناسب في تنفيذ الخطط الامريكية في العراق ، واليوم يستخدم هذا البديل للرد على الضغوط لانسحاب قواتهم من العراق بعد قرار البرلمان العراقي الخاص بانسحاب القوات الاجنبية من العراق .

1.تمكين حكومة الكاظمي من تنفيذ البرنامج المعد لها دون عقبات عبر الهاء القوى الوطنية  الرافضة للخطط الامريكية بامر  يعتبر اولوية من ناحية الاهمية وهو الامن . وبالفعل ذهب الكاظمي بعيدا في تنفيذ تلك الاهداف واولها  الاندفاع  غير المدروس ،والذي ليس فيه  اية مكاسب  لا سياسية ولا اقتصادية نحو مصر والاردن ، ولايجني منه العراق الا ان يدفع لهؤلاء .

۳.جعل  داعش ذريعة لاجراء تغييرات اساسية في الاجهزة الامنية ، وبما ينسجم مع الخطط الامريكية ، كما حصل في وزارة الداخلية ، او كما اوردته الاخبار من عزم الكاظمي على تسليم جهاز المخابرات للبرزانيين ، او تنصيب قائد لعمليات الموصل معروف بولاءه لامريكا وتعاطيه  بشكل كبير   مع داعش كشفت عنه مسيرته في قيادة عمليات الانبار ايام الحرب على الارهاب ، وهو ماعبر عنه ( مايكل نايتس )  الخبير المتخصص بالشان الامني لايران والعراق والخليج في معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية ) بانه ازالة لعقبة المليشيات ( كما يسميها )  امام التعاون بين قوى الامن وامريكا ، وانها خطوة تاريخية ،

4. تزامن تزايد الهجمات الداعشية على القوات العراقية والحشد الشعبي مع الاعلان عن موعد الانتخابات له دلالاته ايضا ، وهو اشغال الكتل التي لها تمثيل كبير في الحشد في مشاكل كبيرة لعل ذلك  يلهيهم عن الاستعداد للدخول كمنافس قوي فيها ، الامر الذي سيترك المجال واسعا لحلفاء امريكا ومنافسي قوى الحشد الشعبي في جني مكاسبها على حساب المحور المقاوم ،

5.وفي نفس سياق الفقرة السابقة ، فان امريكا تريد بذلك توجيه رسالة قوية للجمهورية الاسلامية بان العراق الجار الحميم لها ، والذي  يمتلك اكثر من ١٠٠٠كم  طول للحدود معها يمكن ان يكون مصدر لازعاجها في اي وقت ، واستخدام ذلك كورقة من اوراق الضغط الامريكية ، وذلك تمهيدا لترتيبات بايدن المستقبلية في  احتمالية التفاوض مع الجمهورية الاسلامية حول الملفات المختلفة .

6. ان استهداف داعش لمثلث المحافظات الثلاث والتي تتشكل من مذهبيات واثنيات  سكانية مختلفة ، وقربها من محيط العاصمة  ، وهذه المحافظات  هي ديالى كركوك وصلاح الدين ، انما يؤكد المسعى الامريكي ومحاولة لتجسيد  مشروع بايدن القديم ،  لتقسيم العراق الى اقاليم يكون فيه داعش العامل المهم في تحقيق هذا الهدف

ولكن مهما يكن من امر فان  هذه الخطط سوف لن يكون لها  اثر كبير على الارض ، وذلك لاختلاف الظروف بين عام 2014 وعام 2021 ،وذلك اولا لوجود الحشد الشعبي ، والخبرة الكبيرة التي اكتسبها في قتال داعش ، وثانيا ان داعش لن تكون بعد الان بتلك القوة التي كانت عليها عند احتلالها للجزء الشمالي الغربي من العراق سابقا  بعد تلقيها ضربات موجعة على مدى ٦ سنوات مضت ، وبعد فقدانها للكثير من حواضنها ، صحيح انها ستبقى مصدر قلق واشغال  دائم لقوى الامن العراقية ، ومصدر ازعاج للكتل السياسية الرافضة للمشروع الامريكي ، ولكنها لن تحقق اهداف واضحة  على الارض .وبانتظار ان يشرع بايدن بتوضيح مواقفه بشكل عملي ، فان داعش اما ان يختفي بقدرة قادر ،او سيطور عمله بشكل افقي وعمودي ،

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك