المقالات

اصبع على الجرح..هل خسرناها؟!  

1580 2021-02-04

                                  

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

هل خسرناها بعدما خسرنا أهم الأشياء واغلاها وأجملها واحلاها واقدسها واعظمها وابهاها.

لقد خسرنا الجاه والوجاهة والصدق وسلامة القلب ونظافة السريرة وحسن النوايا وتلقانية الذات وسلامة الفطرة .

 لا اتحدث عن نفسي هنا مسلما كنت ام من اي دين من الاديان .. شيعيا كنت ام سنيا  او من اي مذهب من مذاهب هذه الارض التي ولدنا فيها ونشأنا فيها وترعرعنا وكبرنا فيها وعملنا وابدعنا فيها وعشنا فيها وعشقنا وكتبنا الشعر ورسمنا فيها . وبكينا فيها وفرحنا فيها .

 اتحدث عن نفسي بمفردات رثائي لاطلال ما تبقى من بقايا كبرياء وحكايات شموخ وروايات حياة وذكريات حب وجمال وكل ما كان جميل ..

 في هذا الوطن المبتلى مذ كان وكنا وكانوا فلم يتركوا فيه ركنا صالحا للعيش ولم يبقى به شيء من مفردات المواطنه .

 في هذا العراق الذي لم يعد يشبه العراق .

 تلاشت كل تراتيل السمو وبركات السماء وانحسر الخير واهل الخير والصفاء وتقلصت كل معالم النقاء والعلم والابداع  وتعالى ضجيج الجهل وتسيد الرعاع .

 لم اعد ارى في وطني مكانا او حضورا لمن يخشى الله او يعبد الله فلكل منا صنم يخشاه ويعبده ويخدمه ويصفق له ويهزج له ويتبرئ من نفسه ويومه وأمسه وحسبه من أجله .

لم يعد في وطن النخوة تلك النخوة التي عرفناها غيرة وترجمناها شهامة .

 لم يعد هناك وقار لمن يستحق الوقار  أو منصة تليق بالنبلاء والفرسان والشجعان والأصلاء .

 لم يعد هناك من يبحث عن الأصيل او يفهم قداسة الأصالة .

 تكاثر الدخلاء وصرنا تحت سطوة الزمن الهجين . 

الساحة كل الساحة للجبناء والمنافقين والفاسدين والفاسقين والتافهين .

 لم يعد في اهلي ما يشبه اهلي ولا في ناسي ما يشبه ناسي ولا في أرضي ما يشبه ارضي عطاء وخيرا وبركة وطيبة وعفة وحياء . لم يعد هناك شيئا من طيبة أبي او حياء أمي او عفة اخوالي واعمامي او نقاء جيراني ونبل اصحابي وبهاء ايامي .. 

يا أسفي وحسرتي وقهري كم تفشت الوقاحة وانحسر الحياء وقل المستحين . كم افتقدنا الصدق حتى أمسى الكذب بديهة..

  عذرا .. لست متشائما ولا بيائس  ولكني اكتب ما ارى . اكتب ما اعاني واحس وأتألم وانزف وابكي وأصارع نفسي واكسر اقلامي وامزق اوراقي بدمع مكبوت وقلب يحترق .

 لقد انزوى شرفاء قومي ونبلاء اهلي واسياد الذات فليس لهم غير البيوت او القبور .

وانتشى وطفا وهاج وعلا وتعالى ارباب النفاق والكاذبون وكل وضيع متداني وعميل وزاني ومأجور ومأزوم وحولهم المتزاحمين من اللاهثين والناعقين خلف اصنام الفخامة  والسيادة قاع الحضيض نفسا وروحا وحضور . اسفي وندمي وحسرتي وألمي وكل آهاتي ودموعي وكل شجوني على وطن الأنبياء والأولياء والعلماء والحكمة والكلمة والشعر والشجاعة والحب والعشق والجمال والطيبة والكرم والاخلاق والعفة والحياء صريعا نازفا يحتضر بين انياب الكلاب المسعورة واللصوص المأجورة والنفوس المأسورة .

 لست ادري ان كنت واهما متوهما في زمن من اعقد المشكلات فيه البحث عن اليقين واتمنى ان اكون كذلك فقد اتعبتني هواجس الخوف على العراق حد السقم والإعياء والحزن والكآبة   فهل خسرناها فعلا وان كان كذلك هل خسرنا كل شيء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك