المقالات

بريطانيا وخلق الفتن من وراء الستار..!

2310 2021-01-25

 

د .علي الطويل ||

 

اعتاد الكثير من المحللين السياسيين والكتاب على القاء اللوم على امريكا واسرائيل بانها وراء اغلب الفتن التي تحدث في منطقتنا ، وهذا الامر هو جزء كبير من الحقيقة ، ولكن لو  استعرضنا المواقف  تاريخيا ، لوجدنا ان لبريطانيا الدولة الاستعمارية العجوز دور خبيث وخطير وواسع  في اكثر الفتن عمقتا في بلادنا الاسلامية والعربية ، فبريطانيا ومنذ افول سلطانها كدولة متحكمة وسيدة على اكثر من نصف العالم اتخذت طريقة العمل الى جانب امريكا ولكن من وراء الستار ، ونجد  ان الاصابع  البريطانية وراء اعقد الازمات التي تمر بها دول المنطقة ، وخاصة القضايا الطائفية والقومية ، فقد اكتسبت هذه الدولة خبرات كبيرة في ايجاد الفرقة والتصارع بين الطوائف والقوميات وتعميق الهوة بين فئات الشعب الواحد  او بين الدول وبطرق مختلفة ، وكان ذلك نتيجة طول الفترة التي تحكمت بها هذه الدولة بمصير  بلدان عربية واسلامية عديدة نجحت من خلالها في تمزيق الكثير من الشعوب والبلدان عبر زرع ازمات حادة وعميقة استمرت في بعض الاحيان الى عقود من الزمن ، كما يحصل الان بين الهند وباكستان ، او بين الهند والصين ، او كما يحصل في مصر بين الاقباط والمسلمين ، او في السودان والنزاع على الولايات الذي قام  على اساس ديني ي اولا ، او كما يحصل في العراق بين السنة والشيعة او بين العرب والاكراد .

ففي اوج الازمة الطائفية التي حدثت في العراق ، 2005_ 2009 قال لي احد المحافظين في محافظة مشتركة السكان وحدث فيها عمليات قتل وتهجير مروعة للسكان الشيعة  ؛قال وكانت تربطني به علاقة قوية ؛  هل تتوقع ان يقوم السفير البريطاني( انذاك) وعلى مااتذكر هو ( كريستوفر برنتيس ) بدعوتي لزيارته ، فلما استفسرت عن سبب الدعوة ، قال ان  موضوع الدعوة هو الدفاع عن المناطق التي تشهد عمليات قتل وتهجير وكان يدافع عن سكانها الذين يأوون الارهاب ويساندونه ، وكان يلقي اللوم على الحكومة والحكومات المحلية بانها هي المقصرة في في ايجاد حلول لسكانها الذين هم  بحاجة الى الخدمات، وهم بالاساس ليسوا ارهابيين ،

وما شجعنا على الكتابة في هذا الموضوع هي التحركات المشبوهة للسفير البريطانية في العراق هذه الايام ، فبعد ان عجزت امريكا في خلال ال 17 عاما الماضية في تمزيق العراق وتفتيته كما كان مرسوما ، فان بريطانيا ستاخذ دورا رئيسيا في ذلك وتحمل  على عاتقها تنفيذ جزء الخطة والمتعلق بحياكة الفتن  ، واستخدام خبرتها المتراكمة وخاصة في التعامل الطويل  مع شيعة العراق وقضاياهم ، حيث كانت سببا اساسيا في ظلمهم وسلب حقوقهم .

فبريطانيا التي صاغت معظم قرارات الامم المتحدة على العراق بعد غزوه للكويت ، وتسببت بقتل اطفاله وتجويع شعبه واذلاله ، وبريطانيا التي صاغت معظم قرارات خيمة صفوان المذلة وقبول رأس النظام بها صاغرا مقابل بقائه على راس السلطة ، فانها اليوم تتحرك  للتلاعب بمستقبل العراق عبر لقاءات سفيرها وتحركاته المشبوهة ، مرة  مع مجلس القضاء واخرى في مفوظية الانتخابات ، وثالثة مع فعاليات ثقافية واعلامية وكل ذلك دلالات على ماتقوم به وماتخطط له مستقبلا ، ولاننسى  دور ها في الفوضى التي احدثتها مظاهرات تشرين عبر صفحاتها الممولة من سفارتها في بغداد،  ودعمها للناشطين (التشارنة ) ودفاعها عنهم وتوفير الحماية لسلوكياتهم غير القانونية عبر الضغط على الحكومة العراقية،  والتلويح  باجراءت دبلوماسية ضدها في حال ملاحقة الفوضويين قانونيا ، فعلى القوى الخيرة في العراق والحريصة على وحدته وسلامة اراضية ولحمة شعبه ، ان يكون لها موقف واضح تجاه كل التدخلات الخارجية في القرار العراقي ، والحفاظ على السيادة العراقية والسعي باخلاص للحفاظ على نزاهة الانتخابات القادمة والتي نعتقد ان امال  الامريكان والبريطانيين قد عقدت عليها، للتمهيد للمرحلة القادمة والتي يعتقدون هم  انها مرحلة التطبيع مع اسرائيل بلا نقاش .

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك