المقالات

ليس إعفاء القادة الأمنيين هو الحل

1487 2021-01-22

 

حسين القاصد||

 

كلما حدث خرق أمني سارعت الحكومة لاعفاء بعض قيادات الشرطة الاتحادية الماسكة للمنطقة وبعض القيادات الأمنية.

لكننا بعد العدوان الإجرامي على قلب العاصمة بغداد سمعنا بإعفاء عدد كبير من القادة الأمنيين في الاستخبارات والشرطة الاتحادية؛ وفي استعراض بسيط لعمل القادة الذين تم اعفاؤهم، نجد أن العراق منذ اندلاع تظاهرات تشرين وحتى في الزيارة الاربعينية التي جرت مرتين خلال تظاهرات تشرين، لم يشهد أي خرق أمني على الرغم من الحشود الجماهيرية، فضلا عن تجريد رجال الأمن من سلاحهم لكي لا يضطر رجل الأمن فتح النار دفاعا عن نفسه؛ ومع ذلك كله لم يحدث أي خرق أمني بحجم الذي حدث في ساحة الطيران.

لا يرى المواطنون أي تقصير أمني في خلية الصقور، وقد يتساءل المواطن البسيط عن الجديد الذي يؤهل رائد جودت لقيادة الشرطة الاتحادية من جديد وما سبب اعفائه ودواعي عودته.

ليس بالتغييرات الأمنية وحدها يستتب الأمن، فأغلب الجرائم الإرهابية تكون ذات طابع سياسي، ولو كانت هذه الجهات الأمنية جميعها مقصرة لما تمكن رئيس الوزراء من تناول الغداء في أحد المطاعم العامة بقلب بغداد، وبحسب ناطقه الرسمي في قناة العهد  أن الرتل الحكومي كان يعاني من اختناق  الطرق ولم يقم بقطع الطرق واخلائها كي يمر موكب رئيس الوزراء؛ لذلك لو كانت القيادات الأمنية متساهلة مع الإرهاب لما استطاع الموكب الوصول للمطعم والجلوس مع الناس الذين يفترض انهم لم يسبق تفتيشهم.

إن من وفر كل هذه المساحة الأمنية لكي يكون رئيس الوزراء بين الناس وفي المطاعم، لا يتحمل وحده مسؤولية ماحدث في ساحة الطيران.

الناس تطالب بإعدام الإرهابيين القابعين في السجون العراقية ويستنزفون ميزانية الشعب المحروم المطارد حتى على راتبه الشهري؛ والناس لا تعرف من هو قائد هذه القوة الأمنية أو تلك، واعفاء القادة الأمنيين ليس حلاً، وقد يفسره خصوم رئيس الوزراء بأنه مبيت ليجلب من يريده هو بدلا عنهم.

لماذا يحاسب رجل الأمن ويبقى المجرم طليقا؛ فالارهاب أعلن عن عودته ببيان دموي صارخ والدول الممولة للإرهاب تنعم بعلاقات جيدة مع العراق واحترام من أصحاب القرار العراقي؛ ولقد عرف القاصي والداني أن أغلب المحكومين بالإعدام هم من دولة عربية مجاورة، فما الذي تنتظره الحكومة لاعدام الإرهابيين أو حتى بيعهم لدولهم بما يتناسب مع جرائمهم وبهذا نكون قد انقذنا اقتصادنا دون الحاجة للاقتراض ونكون أيضا قد حددنا هوية خصومنا لنقطع العلاقة بدولهم بشكل رسمي قاطع؛ بل لنا حتى حق مقاضاة تلك الدول بتهمة إبادة الشعب العراقي.

إن القرار السياسي أهم بكثير من التغييرات في القادة الأمنية، لأن الإرهاب يحمل رسائل سياسية عدة، لا سيما بعد تحديد موعد الانتخابات التي كلما اقتربت اشتعل الشارع العراقي بالاضطراب الأمني.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك