المقالات

لعبة خلط المفاهيم

1468 2021-01-16

 

حيدر السعيدي || 

 

   تتعرض مختلف الامم ومنها امتنا الاسلامية الى حملات ممنهجة لخلط المفاهيم وتشويه الحقائق وطمس المعالم على افراد ومجموعات عديدة ، منذ عهد النبي الاكرم ( ص ) استعرض لنا القرآن المجيد حالات مختلفة من شغب اليهود ومعارضتهم للنبي الاعظم ( ص) لاسيما في مفردة ( راعنا ) التي استخدمها المسلمون مع رسولنا الكريم طلبا للمراعاة في الوقت والتمهل عليهم في فهم نصوص الدين القويم ، فيما استخدمها اليهود كمفردة للسب والشتم والنيل من رسول الله ( ص) كما ورد في معنى هذه الكلمة :

" إنْ كلمة "رَعْ" (רע) – نقرؤها راعْ- العبرية معناها: سيّء، أي هي وصفٌ للشيءِ بالسوءِ" .

ولذلك ورد النهي عنها في مخاطبة رسولنا الكريم اذ قال تعالى :

"لا تقولوا: راعِنا، وقولوا: انظُرْنا واسمعوا".

وتعرضت مولاتنا الزهراء (ع ) الى فتنة خلط المفاهيم من خلال تبرير القوم بعدم اعطاء حقوق الصديقة الطاهرة ( ع ) عملا بحديث مروي لديهم " انًا معاشر الانبياء لانورث " ، ناسين او متناسين قوله تعالى :

"وورث سليمان داود "  .

ويطالعنا اليوم جيل من انصاف المتعلمين ممن قرأ سطرين من كتاب فحفظ سطرا واحدا ولم يفقه السطرالثاني ، امثال هؤلاء يتشدقون علينا صباحا ومساء بمفترياتهم لخلط الاوراق وليً المفاهيم ، ويستنكرون علينا ثوابت الدين والعقيدة والفكر ، مثل بطلان تقليد العلماء ولماذا نجمد عقولنا ونتبع اشخاص مثلنا ، وفي بلاءات العراق العديدة يلقون باللائمة على المعممين بلا تخصيص ولا تمحيص ، ويتعرضون لمفردة الحب فيشبعونها توهينا وازرداءا لالتصاق صورة الحب الماجن والعلاقات المنحرفة في اذهانهم من خلال ماتبثه مئات القنوات من ذلك ،  متغافلين عن قصد او بلا قصد ان علاقتنا مع الله تعالى هي الحب ومع اهل البيت ( ع ) هي الحب ، ففي حديث رسول الله ( ص) : " لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه واهله " ، وحديث اخر " يا علي لا يحبك الا مؤمن "  .

وحينما اطلت كورونا برأسها المتوحش علينا استهجن هؤلاء تعفير الاضرحة والمراقد المقدسة في محاولة لفهم خاطئ لفكر اهل البيت (ع ) بأنهم الطُهر المطهر فكيف نعفر اضرحتهم ،  مع انه لا يوجد ارتباط بين هذا وذاك في استدلالاتهم  .

ان مجابهة كل هذه الاباطيل والادعاءات وغيرها تقع على عاتق المثقفين والمفكرين في المجتمع ، لدرء الخطر الفكري والثقافي عن افراد مجتمعنا من خلال الاقتصارعلى مورد محدد في النقاش مع هؤلاء ، وعدم تشعب الحديث في موارد متعددة ، ليسهل معالجة الموضوع ، والامر الاخرعرض حججهم وادعاءاتهم على فكر مدرسة اهل البيت (عليهم السلام ) والامناء عليها في هذا العصر ، لتصويبها وفرز الغث من السمين منها وردها عليهم بحكمة وموعظة حسنة ، والحذر كل الحذر من اصطيادنا بداء الغفلة وان كانت النوايا صادقة .

 

              وقد يصدق الابناء ولكن           حسنات المغفلين ذنوب .

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك