المقالات

كيف يكون التغيير حتى يتم الإصلاح |1

1664 2021-01-15

 

حسن المياح ||

 

حل لمشكلة مرض أخلاقية الهزيمة "

 

~ عقيدة لا إله إلا الله ~

 

الله سبحانه وتعالى لما خلق الإنسان في أحسن تقويم ( و " في " هنا في الآية , تؤكد وقوع الخلق حقآ , وأنها تحقيق لصنع الله خلقآ للإنسان على التمام والكمال ) , زوده بطاقة كاملة مستوعبة شاملة , وجعلها قوة هادية مرشدة منبهة موعية للإنسان , ومحذرة له وموجهة . وذلك لأن الله سبحانه وتعالى , أراد أن يعلي من شأن الإنسان , ويرفعه , ويستعليه , وأن لا يخضعه للتقييد والتكبيل , والاسر والتسليم لما يطلق عليه بالأمر الواقع غشآ وخداعآ , ليعجز الإنسان ويثبط همته ويضعف إرادته , ويجمد ضميره من التصدي له ومحاربته ومقاتلته , ويجبره على القبول به على أنه الأمر الواقع , ليخضع الإنسان الى ضرره ,  وما فيه من مثلبة ومفاسد , ... وووو ..... ???

 لذلك جعل الله تعالى الإنسان حرآ مختارآ فيما يريد أن يفعل , أو يمتنع عن الفعل ويعطل العمل , بالوقت الذي أنار اليه الطريق فيما ينبغي أن يعمل , وأن يفعل ..... , وفيما لا ينبغي له ولا يكون ..... ??? لأنه ليس في صالحه أن يقدم على الفعل , وأن يمارس العمل .

وتلك الطاقة هي الروح . فالطاقة الروحية هي المشغل الأساس , وهي الماكنة المحركة ~ دومآ وبإستمرار , بلا توقف أو تعطيل ~ بقوة فاعلة مؤثرة منتجة . والإنسان بما أعطي من سلطان الإختيار وعزم الإرادة , فهو المسؤول عن , والمحفز ( من خلال الإرادة والإختيار المعطاة له خلقآ ) على إستثمار هذه الطاقة , وتوجيهها الى هو خير ونفع وفائدة .... ; وعليه أن يستغلها الى فساد , ودمار , وتخريب , وإرتكاس , وإنتكاس , ورجوع , وقهقرى , الى ما هو أردأ وضار ومؤلم ....... ???

 وذلك لأن الإنسان خلق بقوامه الحسن الجميل المستقيم ليكون سعيدآ ; وليس هو مخلوق للشقاء والعذاب , وقد جيء به ليعيش التعاسة والتردي في مستنقعات الوحل ليتخبط فيها , كما هي السائمة البلهاء التي تقاد بأعواد الكلأ الى مصرعها ..... ???

فبالروح الناهضة الثائرة وطاقتها المتحركة النشيطة المهداة الراشدة يكون الإنسان هو السيد الحر المريد , ويتعامل مع الطبيعة المسخرة له بروح التعاون والمحبة لكي يجني ثمار نعم الله منها , بدون منة أو مكرمة من أي أحد من خلق الله أجمعين ..... , لأن الخالق المنعم المنان هو الله سبحانه وتعالى ,الذي خلق فسوى , والذي قدر فأعطى..... ???

ومن أعلم من الله سبحانه حكمة , ومن هو أحسن منه تدبيرآ , ومن هو أصلح وأدق منه تقديرآ...... ???

فالإنسان بروحه يعلو ويسمو ; وليس بطبيعة المزاج الذي يسوقه ويرديه ويسفله ويهبطه نزولآ , ولا بالرغبات والنزوات التي تجذبه وتخدعه خبط عشواء من دون تدقيق وتقدير فتستعبده مهانآ , وتكون صنمآ له ليعبدها ويقدم اليها قرابين الخضوع والمذلة , والخنوع والأسر , وهو الضعيف المستهين بما وهب من الله طاقة وقوة وحسن تدبير وتقدير ...... ???

والإنسان بما يملك من طاقة روحية في داخله , فإنه يشعر بقوة جبارة تعتمل في داخله , فتجبر الضعف الذي هو فيه وعليه . فلذلك يجب عليه أن يتعقلها , لكي يستثمرها ويستفيد منها , وينشط قدرته على الحركة الذاتية لتكون له السور الحافظ والحصن المانع القاهر الذي يذود عنه كل من أراد به شرآ أو سوءآ . وهذه القوة الجبارة التي تدعم وتزيد من فاعلية طاقته الروحية التي هي في داخله , هي الإعتقاد والإيمان بالله سبحانه وتعالى , التي تزيده قوة فاعلة الى قوته , ونشاطآ مؤثرآ طيبآ منتجآ خيرآ الى نشاطه .

 وعلى الإنسان أن يديم هذا الإنسجام بين القوتين في داخله , لينتج الأثر الخير والعطاء الصالح الى ما هو خارج , فينتفع هو الإنسان بذلك لذاته , ويفيد المجتمع الذي هو فرد من أفراده , فيعم الخير , ويكون السلام , وينبسط العيش الكريم الرغيد في واقع الحياة ...... ???

فعقيدة التوحيد هذه , المتمثلة بلا إله إلا الله , هي قوة الله في داخل الإنسان ..... , فمتى ما وعاها وإعتقدها , أدرك الإنسان الضعيف أنه قد أجبر ضعفه بقوة الله التي لا تقهر ولا تلين , ولا تخضع ولا تستعبد .

وعلى أساس كل هذا , فأن الإنسان يكون بقوام حديدي يقوى على مواجهة قوى الشر والطغيان , ونزوة التفرعن والإستئثار , وأنه في حالة وعي وإدراك وتقدير وإحتمال القبول للمسؤولية , والجهوزية التامة لأداء التكاليف الإلهية التي هي قوة وعون له , وظهير ونصير لما يقوم به من أفعال وممارسة أعمال , وهو ( الإنسان ) المؤمن بأن الله هو الرزاق والحافظ والمنجي من الهلكات ....... , وبذلك يتوازن سلوكه إعتقادآ وعملآ , ويكون مريدآ ... , حرآ ... , سيد نفسه ... , ومالك وجوده الإنساني الذي لا يفرط به صنمية , أو إستعبادآ لبشر مخلوق مثله , مهما طغى وتفرعن ذلك الصنم كفرآ وإشراكآ , وظلمآ وإرهابآ ..... ???

فالإنسان المؤمن الحر المريد الذي يستثمر قوة الله ~ والمرتبط إرتباطآ حقيقيآ واعيآ بالله سبحانه وتعالى , والملتزم بمضامين عقيدة لا إله إلا الله تفكيرآ وتطبيقآ عمليآ وسلوكآ أخلاقيآ ..... ~ , تكون له هذه القوة هي عنصر ردع للإنحراف , وأنها مبعث إيمان وإطمئنان لجبر ضعفه الذي يحس به ويشعره , لما يواجه ما يداهمه من طوارق أحداث وشرور أخطار , وما الى ذلك من مصاعب ومشاكل ...... ???

فيتغلب عليها أكيدآ وحتمآ ; ولم يكن العبد المقهور المهزوم لأي قوة أو فرض واقع , مهما عتت تلك القوة وتجبرت وطغت , ومهما تصلب وإزداد ثباتآ ورسوخآ ذلك الأمر الواقع , لأن كليهما هشاشة وضعف وإنهزام وتراجع , أمام قوة الله القاهرة , وقوة العدإنسان المؤمنة الفاعلة الناشطة ....... ???

فالأساس الأول والكلية المطلقة الحاكمة على وجود الإنسان وسلوكه , هي عقيدة لا إله إلا الله , التي تعمر قلبه , وتنشط حركته , وتحيي ضميره , وتقوي إرادته , وتجعل الحرية المهذبة المنضبطة في تصرفاته وسلوكه , وتبني كل ما في داخله من خصائص وجودات ومقومات حراك منتج مثمر مفيد ..... , وهي القوة الدافعة الرافضة بصلابة وثبات ورسوخ الإستعباد البشري , والخضوع والخنوع للشهوات المهلكة والرغبات المؤلمة المضرة والنزوات الحيوانية اللامهذبة , والتسليم بكل ما هو أمر واقع مفروض , ~ حسب ما يقال , وما يخطط له الطغاة والفراعنة ورؤوساء الأحزاب المجرمة الهابطة , وهو ليس بحقيقة , ولا هو بواقع محتم لا يمكن معارضته أو تجاوزه أو الإنقلاب عليه ; وإنما هو حيلة إصطناع , وخدعة تصنع , ومكيدة تصنيع ,  يراد فرضه , تسويغآ للقبول به واقعآ فرضآ ~ ...... ???

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك