المقالات

الريل وحمد وأم خزامات واشياء اخرى..!

1530 2021-01-15

 

د.نعمه العبادي||

 

كنت استمع اليوم، لمقابلة قديمة لمسلة الابداع العراقي المعاصر الكبير مظفر النواب، وخلالها، تحدث عن قصيدة الريل وحمد بوصفها احد المحطات المهمة والمميزة في نضجه الشعري، وقد سرد كواليسها المعروفة لكل محبي النواب والريل وحمد.

بعيداً عن النواب والنوابيات، تترجم سمفونية الريل مرثية العشق العراقي المميز، والذي ضاعت معظم صوره الاوحدية في أم شامات وغيرها من منافي العشق، حيث ذبحت الظروف القاهرة والعادات الجائرة واشياء اخرى ألف قصة عشق وعشق، وقد كان لمناطق الجنوب والفرات الاوسط، بدرجة اقل، حصة وافرة من هذا النثار الشجي الملقى في الطرقات المنسية، والمغيب في رقراق العيون الكالحة، وفي خطوط الوجوه المتعبة.

الغريب، ان هذا النثار المذبوح بين فقر بغيض، وتعصب اعمى، وخيانة سوداء، ونزوة طائشة، واقدار اخرى، نبت في ارواح الكثير من الناس المعنيين به، بشكل مباشر او غير مباشر، على شكل صور مختلفة من الشجن والحنين والابداع والانكسار احياناً، وكان ولا يزال، على الرغم من كل التبدلات التي شهدتها الحياة، يرسم جغرافيته الخاصة المميزة التي تصر على تعريف العراق به وعلى شاكلته.

الحضور المختلف للقلب في هذه الارض التي لا تشبهها ارض من كل كون الله الواسع، يتدخل في صياغة صورة معقدة من الاحساس بكل شيء على طريقة عراقية مختلفة، وينسحب هذا الامر حتى الى اشكال التعبير الديني، إذ تمثل العلاقة مع كربلاء الجرح ونجف الوجع، نحو من صلة على شاكلة ريل وحمد مختلف، ومع ذلك تتشابك في خليط وجداني غريب.

ان احد المداخل المهمة لاعادة صياغة هذا الكيان الذي تصدع الكثير من بناءه القلبي، لابد ان تتم عبر اقتفاء بقايا نثار الكثير من شظايا اكثر من ريل واكثر من حمد، لاستعادة انبات الروح المكنونة في طيات هذا النثار، والتي تعني وجوداً فردياً وجماعياً مختلفاً كلياً عن نسختنا الحاضرة، وهي مهمة ليست موجودة بالمطلق على قائمة اولويات السياسة.

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك