المقالات

عن "الصحة" وجيشها الأبيض العظيم  

1686 2021-01-11

 

حمزة مصطفى ||

 

لم تكن المواجهة ضد وباء كورونا مجرد معركة بل كانت حربا عالمية. فهي شملت العالم أجمع, وفتكت بأرواح نحو مليوني إنسان وأصابت أكثر من  88 مليونا . سياسيا وإقتصاديا غيرت الكثير من قواعد التعامل العالمي. أسقطت ترمب فهزت الديمقراطية الأميركية, وجاءت ببايدن الذي سيتعين عليه ترميم "البيت الأميركي".

عراقيا لم نكن بمعزل عن الجائحة. خشينا تداعياتها لأننا  لانملك منذ عقود نظاما صحيا بمقاييس أنظمة صحية في دول أخرى من بينها كبريات الدول التي بقيت "تزامط" بما لديها من  بنى تحتية في المجال الصحي. سقطت تلك الأنظمة تحت سنابك خيل الجائحة,وأنتظرنا أن نسقط نحن بل "نروح بالرجلين" حتى هناك من راهن أن جثث موتانا ستنتشر في الشوارع بسبب عدم قدرة مشافينا على الإستيعاب فضلا عن عدم توفير العلاجات المناسبة.

ولأننا لانثق في مؤسساتنا فلم نكن نتوقع أن وزارة الصحة عندنا سوف تحشد كوادرها من أطباء وممرضين وكوادر صحية وكل مايندرج تحت مسمى "الجيش الأبيض" لكي يخوضوا بجدارة الحرب ضد كورونا. حصل  ذلك في وقت لم نلتزم نحن المواطنين بأي تعليمات أصدرتها الوزارة. بل وقفنا مع الجائحة ضد الصحة وكوادرها. فسخرنا من الكمامات, وزدنا من التقارب الإجتماعي بدلا من التباعد. وحين فرض حظر التجوال ظهر أن سكان العراق البالغ عددهم 38 مليون نسمة يملكون 40 مليون باج يمسح لهم بالتجوال.

الآن بدأت تنحسر عندنا أعداد الإصابات بالوباء. يحصل ذلك في وقت مازالت فيه تسجل أعلى المعدلات في دول متقدمة في المقدمة منها الولايات المتحدة الأميركية وربما كل أوروبا. السؤال .. لماذا كنا نهاجم وزارة الصحة وكوادرها حين بلغت الأعداد 5000 يوميا ولا نشيد بها وبدأت نتائج المسحات الموجبة تهبط نحو بضع مئات؟ الإنصاف يقتضي الإشادة بما حققه الجيش الأبيض. فهؤلاء لم يكونوا مجرد مقاتلين على جبهات قتال الجائحة فقط, بل كانوا من أوائل المضحين بالأرواح وبالآلاف. فلقد خسرنا عشرات الأطباء الكبار الذين يصعب تعويضهم إن كان على مستوى التخصصات أو الإمكانيات. كما خسرنا الآلاف من الكوادر الصحية التمريضية والإدارية. ماكان يمكن أن يحصل ذلك لو لم يكونوا جميعا في الخطوط الإمامية.. حرصا وكفاءة وغيرة.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك