المقالات

مذكرة القبض بحق ترامب وابعادها السياسية


 

 د.حيدر سلمان ||

 

·        سؤال يتبادر للذهن:

ما اهمية قرار القضاء العراقي اصدار مذكرة قبض على ترامب؟ خاصة وان البعض بين تسائل وبين مستهزء وبين مستفهم.

     ️ايجازاً، كانت فترة ترامب على العراق خاصة، وحتى عالميا بشكل عام، هي الاسوء بقرارات متهورة واستصغار واحتقار كبير واخرها العفو عن مرتكبي جريمة ساحة النسور، وفي فترته الطائرات تملكت الاجواء العراقية، واغتالت وضربت اماكن، لايمكن الا ترجمتها بانها تلقت اوامر من اعلى قيادة بالادارة الامريكية، حيث ضعفت الافكار الديمقراطية كثيرا، وازدهرت جدا الافكار الراديكالية، والاحزاب التي تراه وسيلة بطريقة حكمها، ومنها حتى ازدهار الافكار البعثية والدينية المتطرفة، وعودة نشاطها في طبقة الشباب التي تحتار باي جهة تذهب بفكرها وبالتاكيد نحو الاكثر تشدد وشهرة وهو نتيجة واقعية لسوء اداء الادارات العراقية المتعاقبة

     لذلك، فان ️القرار كان قنبلة اعلامية عالمية واخذ صدى في كل وسائل الاعلام المرموقة، واضافت ما اضافته، ضد ادارة انتحر رئيسها سياسيا، واصدار هكذا قرارات ضد ترامب نعلم انه لن ينفذ لكن سترون منافسيه سيستخدموه، اعلاميا باقل تقدير.

     كابسط تقدير، فان ️القرار ممكن استخدامه عالميا وحتى بداخل الولايات المتحدة، من اجل ايقاف المزيد من الاغتيالات لو صح استخدامه، بل وحتى التعويض لو اديرت دفته بشكل صحيح، و وضع حد للمزيد من التجاوزات. 

     سياسيا، كلما طعنتم في هذه المرحلة بترامب كلما تقربتم للرئاسة القادمة وكلما كان اسهل على القادمة نقض قرارات الادارة السابقة وعلى الحكومة العراقية او رؤوساء الكتل الكبيرة محاولة تجريم ادارة ترامب بالشكوى في المحاكم الدولية او الامم المتحدة  او حتى داخل الولايات المتحدة نفسها وممكن حتى نيل الكثير بانتداب شركة محاماة داخل امريكا لاقامة دعوى هناك ومتابعتها

     يجب ان نضع بالحسبان ان الولايات المتحدة دولة مؤسسات وممكن كل شيء بداخلها بشكل سياسي، ونحن كمتابعين نسمع اقاويل:

"مافائدة القرار، ولماذا و المزيد الكثير، من الاستهزاء والمزاح" لتقليل اهمية القرار الذي يقضي بالقاء القبض على ترامب.

     جوابا، نحن نعلم انه لايمكن جلب ترامب على اثر هذه المذكرة، ولكن القرار  فيه جانب سياسي لايختلف عليه اثنان، و نحن نتحدث عن دولة وعاصمة للقرار وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وقرار القضاء امس الخميس ٧ يناير، لم تبقى وسيلة اعلام عالمية لم تتداوله، وهذا بالضبط  ما نريده، والقرار ببساطته قنبلة اعلامية لم تجروء كبار الدول لفعله.، اخذين بالحسبان انه اسهل مايمكن اليوم هو تجريم ترامب، علما ان حزبه الذي كان داعما له يريد تجريمه ايضا خاصة بعد حماقة اقتحام الكونغرس الامريكي.

 

·        ماهو المهم الان مرحليا؟

     الاكثار من الطعن بقرارات ترامب، من انسحاب من الاتفاقات العالمية و محاولة اثارة حروب حول العالم، بادارة سياسة اسميتها سابقا "سياسة حافة الهاوية" حيث كان يوصل الامور لحالة الانهيار وينحسب مخلفا اضرار ربما تفوق فعل الحروب نفسها.

وعليه الطعن بادارة ترامب عموما وقراراتها  يسهل على  الادارة القادمة نقضها، وكلما اكثرتم بالطعن بادارة ترامب، كلما سهلتم على الادارة القادمة لقلبها واوصيكم بالكتابة بالانكليزية 

     يجب ان يعلم القادة العراقيين اليوم العالم عبارة عن سياسة، مال ، ضغط ، علاقات، اعلام، وبالتالي فانه ليس بالضرورة ان اذهب واتي بترامب مكبل ليمثل امام القضاء وكلنا نعلم انه لن يحدث وكلنا نعلم كذلك انه لم يتم جلب قيادات خط ثاني بالعراق تفسه وهي بين هاربة لدول مجاورة او متواجدة بكل حرية في اقليم كردستان، لكن بالنهاية المراد من ذلك هو ابعاد تاثيرهم على السياسة العراقية، اذا ليس كل ما يصدر بالضرورة ينفذ ولذلك هناك بالقضاء شيء لسمه "الحكم الغيابي".

     لذلك ولكل ما تقدم، احترم قرار القضاء العراقي، واباركه واعتبره خطوة سياسية هامة وذات ابعاد اعلامية جيدة ومفعوله يعتمد على مدى تفاوض القيادات العراقية مع الادارة القادمة للرئيس المنتخب "جو بايدن".

 

٨ يناير / كانون الأول ٢٠٢٠

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك