المقالات

مَـن يمنـح الأشيــاء قيمتهــا؟!

1491 2021-01-06

 

محمد البدر ||

 

تُـــرى مَـن يمنـح الأشيــاء قيمتهــا؟؟.

مَن يمنح الأشياء سر جاذبيتها؟؟

مَن يمنح الذهب لمعانه، ومَن ذا يمنح الأحجار الكريمة جماليتها.

هل الأشياء تنبع قيمتها وتميزها من ذاتها أم تنتظر منا نحن أن نقيمها ونمنحها تميزها؟؟.

هل لو اجتمع البشر جميعاً على رمي الذهب في الطرقات و وضع التراب في المتاحف.

هل يتغير جوهر الذهب ولمعانه وتميزه؟.

هل سيكتسب التراب قيمة؟.

هل تنتظر منا الشمس أن نشبه جباه حبيباتنا بها لتشع نوراً وتتوهج جمالاً أم هي تفعل ذلك بكل حال ونحن من يستعير منها التشبيه.

هل ينتظر منا القمر أن نشبه وجوه حبيباتنا به ليكون منيراً مضيئاً أخاذ أم هو أصلاً كذلك ونحن من يستعير منه التشبيه.

وماذا عن الأحجار الكريمة.

هل حجر الزمرد الذي يشع كأنه شمساً خضراء سيفقد جوهره ومكنونه لو رفضنا شراءه وشتمناه؟؟.

أبداً لا، قيمة الأشياء العظيمة تنبع من ذاتها وسر تميزها فيها ونحن مجرد معجبين ومتأثرين بهذه القيمة والتميز.

هل سر الأبطال من أساطير الأمم وعظماءها تختفي بطولتهم وتنمحي عظمتهم بمجرد إن قزماً تطاول شتماً لهم.

أبداً لا.

القائدَين العظيمين والشهيدَين المبجلين والمحاربَين الاسطوريين قيمتهم من ذاتهم من بطولاتهم وشجاعتهم.

قادة النصر العظام الذين كانت الأرض من حدود الصين إلى البحر المتوسط ومن الأناضول إلى بحر العرب مسرحاً لهم وملعباً وساحات نزال ومواجهة.

معسكر أهل المنطقة وشعوبها ومعسكر الغرباء وخدامهم.

هذه المنطقة التي كان يسافر فيها الحرير الصيني والتوابل الهندية والزعفران الإيراني والتمر العراقي والبروكار السوري والذهب التركي بكل أمن وأمان و ود وتعايش.

وإن حصلت فيها معارك ومصادمات فهي بين أهلها وقد إنتهت المواجهات وتعايشت الشعوب.

ماكان لمن يعتاش على الحروب إلا أن يعبث بالمنطقة وبلغت ذروة هذا العبث يوم تغاضى عن تنظيم داعش الإرهابي بل دعمه وسانده وايده و وجه خدامه بتمكين هذا التنظيم.

فكان معسكران

معسكر شعوب المنطقة ومعسكر داعمي داعش وارهابه لتدمير دول المنطقة.

وفي كل منازلة وتصادم لابد من قائد وقادة واساطير تتقدم لتوجيه همم الرجال.

فكان المهندس سليل الكرام الاباة من العرب.

وكان اللواء العظيم سليل قورش العظيم.

ويوم بلغت القلوب الحناجر واستصدرت الذكور جوازات السفر وذكور آخرين ازالوا الغيار عن حقائب سفرهم وفر آخرين بالقوارب عبر البحر وآخرين ينعمون بدفيء الغرفة وأجواء العائلة كان القائدَين العظيمين يتقدمون الرجال على السواتر متنقلين من جبهة لأخرى.

إن الدم أبداً لا يستحيل ماء.

وقتيل الغريب أشد ألماً.

وموت الغيلة فخر.

إن هذه الشعوب تنسى كل شيء إلا قتيل الغرباء عنها يستحيل عندها أسطورة.

كلنا نموت ونستحيل إلى سماد عضوي نتفكك وننتهي، نتلاشى ولا يتذكرنا إلا الأبناء-وبعضهم ينسى أحياناً- أما من هم مثل المهندس والسردار فهؤلاء بعد مرور وقت على مقتلهم وموت المعاصرين ومن تلاهم فهذه الشعوب وكالعادة ستنسج حولهما الأساطير العظيمة ولن تكذب فما فعلاه أسطورة بحق تمثلت في الواقع.

إن الفاني لا قِبل له بالخالد.

والعادي ليس نظير الأسطورة.

ومن شَيَعهم العرب والفرس.

وتنقلت جثامينهم بين النجف وقم وتأثرت لفقدهم الشعوب وصلى عليهم المراجع والعلماء ونعتهم المرجعية و وصفتهم قادة النصر وتلت في قتلهم دعاء لم تتلوه في مناسبة غيرها لا يمكن إلا أن يأخذوا مكانتهم محاربين اسطوريين في تاريخ البلدين.

لا يصح إلا الصحيح وسيعود كل محتل لبلده وإن طال الزمن.

ـــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك