المقالات

جذور الجريمة


ظاهر العقيلي

ربما يتصور البعض بان جريمة اغتيال القائدين الشهيدين الجنرال سليماني والمهندس ( رض) هي جريمة حالها حال بقيه الجرائم المرتكبة يحدد المتهم وتشخص ابعادها وتعلن فيها نتائج التحقيق فيعاقب من يعاقب وتتدارك الامور الاخرى او يغض النظر عن بعضها وكلا حسب موقعها واهميتها .

 

بل على العكس مما ذكرناه اعلاه فان جريمة اغتيال القائدين الشهيدين الجنرال سليماني والمهندس ( رض) فان لهذه الجريمة بالذات جذور وتداعيات لانها وقعت في وقت عصيب وكانت الاحداث التي مر بها العراق من تصاعد لحدة التظاهرات الجوكرية والبعثية والتي كان مخطط لها مسبقا من قبل سفارة الشر والطغيان امريكا دور كبير في تهيئه الارضية الاعلامية والميدانية على الارض لتنفيذ عملية الاغتيال ناهيك عن ان الزمر البعثيه وايتام النظام البائد كانوا معشعشين في جميع دوائر ومفاصل الدولة وهم بالتالي اداة استخباراتية وعميلة للعدو الامريكي بصورة غير معلنة اضافة الى وجود عدة سفارات عربية وخليجية معادية للعراق وشعبه وكان يغيضهم انتصار العراق في معارك النصر على داعش الارهابي وهم كانوا ولا زالوا يعملون ليلا ونهارا لتدمير العملية الديمقراطية في العراق الجديد .

 

ان عملية اغتيال القائدين الشهيدين الجنرال سليماني والمهندس ( رض) لم تأتي وتنفذ بهذه السرعة لولا لم يكن لها مقدمات اعلامية وميدانية ومجتمعية قامت بدعمها قبل ان تنفذ فليس من المعقول ان تقوم القوات الامريكية بهذه العملية مالم تستعين بعملاء لها في العراق خططت معهم واتصلت معهم حول كل مخططات الجريمة وتدارست حيثياتها بشكل دقيق وخير دليل ما كشفت عنه التحقيقات حول عملية الاغتيال واعلن عنها مؤخرا من مشاركة ضباط في اجهزة المخابرات العراقية كانت لهم خلفيات بعثيه وهم من ازلام النظام البعثي الكافر كما ان ما شهدته ورافقته عملية تشييع الشهيد المهندس من هتافات رافضة مرور جنازته الكريمة والشريفة في بعض مناطق العراق وتصاعد حدة الهجمات الاعلامية الخبيثه والجوكرية في حينها عبر بيجات مموله ووكالات وصفحات اعلامية مدعومه من السفارة الامريكية هي دليل اخر على وحود جذور للجريمة كانت تعمل ليل نهار لتهيئه القاعدة الارضية والفكرية لحدوث الجريمة النكراء واستقبالها نفسيا والتفاعل معها وكأنها حدث عابر .

 

وما قول الامام الحسين ( ع) في خطبته يوم عاشورا عنا ببعيد حينما وصف جذور واقعة الطف قائلا ( أجل والله غدرٌ فيكم قديم وشجت عليه أُصولكم وتأزّرت فروعكم فكنتم أخبث ثمرة شجي للناظر وأكلة للغاصب ) .. اذن هنالك غدر قديم وحقد دفين تتوارثه الاجيال جيل بعد جيل متأصل منذ القدم فهتافات الجوكرية البعثيه قبل وبعد استشهاد القادة ليست من فراغ بل لها اصول متجذرة وتصاعدت حماها لتكون ثمرتها هو عملية اغتيال الشهداء القادة على يد اشر خلق الله امريكا والصهيونية .

 

ولو تتبعنا كل شاردة وواردة وحسب خبرتنا القاصرة لرأينا ان جريمة الاغتيال لها اياد خبيثه اخرى وواسعة واتصالات عميلة تحوم حولها بكل تاكيد لان القادة الشهداء لم يكونوا اناس ورجال طبيعيين بل كان لهم دور بطولي اقليمي وحتى دولي وقد شهد الكثير لهم بذلك .

 

اذن الانتقام المنشود يجب ان لا يحدد بشخصية معينة او بمكان ما او بمجموعة بل يجب ان يتم اخذ ثأر القادة الشهداء من كل من شارك بقول او بفعل او ساعد او هيأ لعملية الاغتيال لذلك نرى دعائنا في زيارة عاشوراء يحمل في طياته اشعارات عملية لنتخذ منها برنامج عملي فعال وميداني حيث نقول ( ولعن الله امة شايعت وتابعت وجاهدت على قتلك ) فهنالك بطبيعة الحال مجموعات هيئة وتابعت وخططت وتواصلت لحدوث جريمة الاغتيال النكراء والداميه والظالمة .

 

واخيرا نقول نعم القادة قادتنا الشهداء وبأس العبيد هم الجوكرية والبعثية وكل من شارك بقول او فعل في حدوث جريمة الاغتيال وسيبقى قادة النصر الشهداء الجنرال سليماني والمهندس ( رض) ايقونة العطاء والتضحية والفداء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك