المقالات

قصة الشهادة للخالدين المهندس وقاسم سليماني


 

عباس كاطع الموسوي||


 الشهادة بجوهرها الحقيقي هي توفيق ألهي، لا يناله الا من منحه الله توفيقاته، التي حباها الله له، وهي طرزت خاتمة الشهيدين ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني، التي كانت نهاية حياتهما على يد زنيم له تاريخ اسود بالفسق والفجور ترامب اللعين، واننا اذ نستذكر ذكرى رحيلهم واستشهادهم، فاننا على يقين ان الخلود، يبقى عنوان لحياتهم المطرزة بالشجاعة والبطوله، وكل القيم التي استمدوها من أمامهم الحسين عليه السلام، وهو يواجة أئمة الكفر والطاغوت، لذلك فاننا اذ نحتفل بهما، نؤكد ان ذاكرتهم لن تمحى، وستكون استلهام جديد لكل المجاهدين، الذين يواجهون كل طواغيت الأرض.

وصراحة كلما هممت ان اكتب عنهما، تستوقفني مجموعة من الافكار، وتزاحمني وتحرجني، حتى بت عاجزا تماما عن ردها، لانها تحمل من الصحة والصدق، فهي تخاطبني عن ماذا تتحدث وتسرد المواقف في سفر حياتهما الجهادي، منذ ان كان هذا السفر، يخط باحرف من نور وقبس، محطات تبقى في ذاكرة الشعوب الحية الق ونبراس وشعاع ضوء في ظلام دامس، اراد له الاشرار والاوغاد ان يسود حياتها، لكنهم استمدوا من الإمام الحسين عليه السلام هذا السفر الجهادي الخالد، بخلود كل المواقف في تاريخ سطروه، ليبقى علامة داله تستمد منها حياة المجاهدين، ديمومة بقاء تصديهم لكل قوى الجبروت والعدوان حتى النصر المظفر.

الذي عاصرناه من جهادهم الملحمي، هم قيادتهم بواسل الحشد الشعبي المقدس، وهم يتصدون لشراذم الدواعش، بعد ان اصبحوا على مشارف بغداد قرب الدجيل او حزام بغداد، فكان الثالثوث البطولي، قادة  الحشد المقدس يتقدمهم الحاج مهدي المهندس وطلائع حزب الله والمستشارين الايرانين بقيادة الحاج سليماني ، الذين كونوا غرفة حرب متقدمة، حتى بانت ملحمة بطوليه، كانت طلائع الفتوى الجهاديه( التي افتاها المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني دام ظله) يغذون السير نحو الانتصار الذي ابهر كل العالم، حتى ان دهاليز الادارة الامريكيه وغرف البيت الأبيض في ذهول من هذه التطورات، والتي كانت مستحيلة في مخيلتها الاجرامية وخططها الخبيثه، لقد كانت حسباتهم المريضه، ان داعشهم سيكتسح كل العراق في غضون شهر واحد، فجاء التصدي الملحمي البطولي بقيادة الشهيد ابو مهدي المهندس والحاج سليماني، يقلب كل حسباتهم ، ثم جاءت ملحمة جرف الصخر، تحكي قصة البطولة التي صنعها البواسل الشجعان،تبعتها امرلي والفلوجه والانبار وصلاح الدين والعلم وبيجي والشرقاط حتى تحرير الموصل وسنجار وتلعفر تحكي قصة البطوله التي سطرها القوات الامنية الباسلة بجميع مسمياتها.

لذلك عندما تقترب منا ساعات رحيلهم الى الفردوس، نستذكر كيف كان تشيعهم بمهابة، وحشود اكتضت بهم ساحات نالت شرف هذا التشيع المهيب، الكاظميه الكراده كربلاء النجف البصره ثم قم ومشهد وطهران والاهواز، لتعطينا درس بليغ، ان من يعطي حياته خالصة لوجه الله، فانه يكرمة في الدنيا والآخرة.

ان الأعداء راهنوا على ان يصبح العالم اكثر امانا بعد أستشهادهم، مثلما صرح المجرم ترامب، بعد اغتيالهم وخاصة الشهيد سليماني، فاذا العالم اصبح اكثر رعبا، بحيث ان هذه السنة كانت اكثر سواءا في حياة العالم واكثر فتكا ورعبا، حتى ان الحروب لم تتوقف، وجائحة كورونا حصدت الالاف من المجتمع البشري، ولازال هذا العالم منتضرا الكثير من الفواجع والدماء وآلكوارث، واصبحنا نخاف الايام والمستقبل المظلم

اننا ونحن نستذكر الذكرى الاولى لاستشهادهم فاننا نذكر انفسنا ان الدماء التي قدموها وحياتهم التي اكرموها ماهي الا استحقاق كانوا يسعون له لينالوا جنات الخلد بعد عرفوا وتيقنوا أنهم شهداء على طريق خدمة قضية الإمام الحسين عليه السلام

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك