المقالات

أصبع على الجرح..السيادة بلا لون ولا طعم ولا رائحة..!

1225 2020-12-13

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

مع إستمرار حالة الوهن والتشرذم التي تؤطر مجمل العملية السياسية في العراق وبما انتجت من غياب شبه تام لمفهوم السيادة الوطنية حيث يبدو العراق اليوم في مفترق الطرق بين الدولة واللادولة وبين الوجود واللاوجود فإن القائمون على الأمر رئاسات وحكومة وبرلمان وقضاء بين أمرين لا ثالث لهما , أما إثبات معالم السيادة الوطنية للدولة العراقية ومصاديقها الفعلية والميدانية والجيوسياسية والإعتبارية أو الإعتراف بإننا دولة بلا سيادة .

إن المفهوم قانوني للسيادة يتناسب طرديا مع وجود الدولة وممارسة دورها وصلاحياتها وعلاقاتها بمواطنيها وبغيرها من الدول، فهي أحد أهم الخصائص الرئيسية للدولة وهي الشرط الأساسي لاعتبار الكيان السياسي دولة فلا دولة بدون سيادة ولا سيادة بدون إستقلال (تام) يمنحها الحق بالتشريع وإصدار القوانين والمراسيم وتنفيذها على مساحة خارطة الدولة وهي التي تضمن المساواة مع غيرها من الدول وتمنع هذه الدول من التدخل في شؤونها الداخلية والخارجية. ما يمر به العراق اليوم في الشأن السيادي يرتقي لمستوى الكارثة حيث تهاوت الأوضاع لما هو قريب من انهيار تام لكل ما يدل على إننا دولة ورئيس ودستور وعلم .

 من الواضح جدا لكل ذي عقل وبصيرة ان مفردات البرنامج الحكومي لدينا ومجمل خطواتها وقراراتها فاقدة لمستلزمات القرار مع غياب الإستراتيجية النابعة من رؤية مستقلة لإصلاح الوضع المزري الذي ينبئ بكل ما لا يحمد عقباه . نعم فإن أبرز خصائص السيادة أنها وحدة واحدة لا تتجزأ، وأنها غير منقوصة ولا يمكن التنازل عنها وإن تعدد السلطات لا يعني أبداً تقاسماً للسيادة وإنما هو تقاسم للإختصاص والوظيفة .

على سبيل المثال لا الحصر وفي الشأن الخارجي فإن ما تمثله السفارة الأمريكية من حيث العدة والعدد بقلب المنطقة الخضراء في بغداد ناهيك عن تجاهل الأمريكان لسيادة الدولة العراقية في سيطرتها على الأجواء وانتشار ٌقواتها في القواعد العسكرية في الغرب والجنوب والشمال ناهيك عن إملائاتها على مصطفى الكاظمي بعدم تنفيذ الإتفاقية مع الصين والإنقياد الأعمى بتسليم نفط العراق عبر الإتفاق مع الأردن ومصر مع احتلال تركيا للأراضي العراقية في الشمال .

 أما في الشأن الداخلي فإن ما يجري في إقليم كردستان من سطوة الحزبين البارتي والإتحاد وفساد عائلة البره زاني وسيطرتها على مقدرات الدولة وسرقة اموال العراق مع ما نشهده من تفشي سرطان المحاصصة وتعدد الدويلات العميقة التي تعيث في الأرض فسادا.

 انما هي مفردات صارخة بوجه من يدعي إن السيادة خط أحمر بإن ما بيننا وبين السيادة مسافات شاسعة مع اتساع مساحة التخلف في تكنولوجيا المعلومات والإتصالات وبقية السمات والخصائص الأساسية للدولة جعلت من سيادة العراق بلا لون ولا طعم ولا رائحة ونكون قد وصلنا الى مرحلة الدولة الفاشلة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك