المقالات

الحكومة والاستثمارات العربية وصفقة القرن


 

هيثم الخزعلي ||

 

بعد أن اثبتنا بمقالين سابقين ان الحكومة يسعى لاغراق العراق بالديون، والعمل على قتله اقتصاديا وتقسيمه عبر تقاتل مكوناته من أجل الموارد المحدودة.

وقلنا انه برنامج البنك الدولي (العلاج بالصدمة ) الذي طبق في يوغسلافيا السابقة. والذي اعترف مايكل نايتس بمقاله الاخير انه يطبق على العراق.

بقى ان نعرف علاقة هذا السيناريو مع استثمارات الكاظمي ضمن محور التطبيع( مصر والاردن والسعودية) .

الاستثمار مع الأردن يتمثل بمد أنبوب نفط الي ميناء العقبة، واعفاء البضائع الاردنية من الكمارك، وبيع النفط للاردن حاليا بأسعار تفضيلية ١٧$ للبرميل.

مع ان كلفة بيع برميل النفط في الأنبوب الجديد تصل إلى ٥،٥$ للبرميل الواحد وباضافة كلفة جولات التراخيص البالغة من ١٠$-١٥$.فأن كلفة البرميل قد تصل إلى ٢٥،٥$.

واي جدوى من انبوب يقع جنوب قناة السويس بعيد عن زبائن العراق في البحر المتوسط، وقريب لإسرائيل؟

مع ان المفترض من العائد للحضن العربي الذي ينام في الحضن الاسرائيلي ان يطالب السعودية بإعادة ميناء المعجز العراقي على البحر الأحمر.

والذي صادرته السعودية مع أنبوب الخط الاستراتيجي العراقي بلا وجه حق، بدلا من مد أنبوب نفط جديد.

ومصر التي تعاقدت مع شركة سيمنز وبنت لها ٣ محطات كهرباء بكلفة ١٤ مليار دولار، استطاعت ان تسترد كلفة المشروع بثلاث سنوات، ولكن ما الجدوى بترك العراق التعاقد مع شركة سيمنز، ليستورد الكهرباء من مصر!؟

الا تضيع الأحمال الكهربائية عند مد خطوط  الكهرباء من أفريقيا الي العراق؟

ثم ماهي مصلحة العراق ليبيع  النفط لمصر بنفس الأسعار التفضيلية الممنوحة للاردن؟

وماهي مصلحة العراق بتعطيل اتفاقيات الأعمار مع الصين، وعقد اتفاقيات اعمار مع مصر؟

مع ان مصر استدانت من العربية السعودية لحفظ احتياطي البنك المركزي المصري، ومنع انهيار عملتها؟

وماهي مصلحة العراق الذي يعاني من البطالة، اذا تعاقد على استيراد  ٢ مليون عامل مصري للعمل في العراق؟

ومع ان العراق يعاني من  اقتصاد منهار وازمة مالية ومعدلات بطالة عالية، فما الذي يدفع العراق لتحمل هكذا عبئ اقتصادي باتفاقات يخسر بها مقابل انعاش الاقتصاد المصري والاردن؟

 كل هذا هو ثمن يدفعه العراق  لدول التطبيع، بدلا من الولايات المتحدة التي رفض رئيسها ترامب إعطاء اي  منح مالية حتى لمصر.

مع ان الحكومة تحرم الشعب العراقي من مرتباتهم الشهرية!! بحجة عدم وجود أموال.

اما  الاستثمارات السعودية فتأتي لتطبيق حصة العراق من صفقة القرن، فتستحوذ السعودية على ٤ مليون دونم عراقي في غرب وجنوب غرب العراق لتحقيق عدة أهداف :-

١_ قطع الوصل الجغرافي بين العراق وسوريا

٢_ إحضار ٤٠٠ الف عامل فلسطيني للعمل بهذه الاراضي مع معدل عدد أفراد الأسرة ٥ أفراد، يصبح لدينا ٢ مليون فلسطيني يسكن غرب العراق كواقع حال، وكما نصت عليه صفقة القرن.

٣_ بعد تقسيم العراق يصبح الإقليم السني، والذي يضم ٢مليون مهجر فلسطيني، متصلا بالعربية السعودية، وهي من تديم الحياة فيه، وتديره سياسيا.

فعند الربط بين استثمارات الأردن وخسائر العراق، والاتفاقيات مع مصر، ومنح اراضي للسعودية، ودعوات لاقليم سني غرب العراق، مع برنامج البنك الدولي الذي تطبقه الحكومة،

فالنتيجة ان كل التشبيك الاقتصادي للعراق مع محور التطبيع، هو لتسريع انهياره الاقتصادي وتقسيمه وجعله جزءا من صفقة القرن، ومشترك بها اقتصاديا وسياسيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك