المقالات

مرتكزات الدولة القوية وواقعها الماساوي في العراق      

1370 2020-12-05

               

اياد رضا حسين ||

 

 تعقيبا على ما ورد في احدى صفحات الفيسبوك مما وصفه للوضع العراقي الحالي (وصلنا ما نحن عليه الان اليوم من تردي وانحطاط نتيجة للنهج السلبي المتبني على اساس المحاباة والتوافقات ، وهذا شعبنا يسدد فواتير واخطاء معظم الاغبياء الذين تصدروا المشهد السياسي منذ عام 2003)  وقد عقبت على ذلك بما يلي:

ان وجود دولة قوية ونظام سياسي رصين، لايمكن ان يتحقق دون وجود عوامل وشروط وقواعد اساسية لهذه السلطة اوالنظام ومنها:

 (اولا) وجود رجال سلطة ودولة مؤهلي متمرسين ويتمتعون بكل مواصفات وشروط القيادة السياسية في ما يتصل بالشان الداخلي في اداره الحكم وكذلك في العلاقات الدوليه والاقليمية ،،، ومن السقوط والى اليوم لم تظهر او توجد مثل هذه الشخصيات وانما اشخاص وهم على الاعم الاغلب ينتمون الى اوساط اجتماعيه كانت تعيش وتعاني من الشعور بالنقص وعقد مختلفه كعقده الحرمان والعوز والدونية والتملق لابسط موظفي الدولة ، اضافه الى افتقارها الى الى شروط القيادة الناجحة كالشجاعة وعدم التردد والقدرة على اتخاذ القرار او التصدي و مجابهه التحديات وغيرها من المواصفات التي يجب ان يتصف بها القائد او الزعيم الذي يتصدر للمسؤوليه والحكم ، وبذلك فقد اصبح المنصب والموقع الوظيفي هو لتعويض ما كل ما فات وباي طريقه ومنها عقد الصفقات المشبوهه والتملق  للجهات الاخرى الداخليه والخارجيه والتنازل المستمر والتراجع والانكماش الى غير ذلك مما هو سيء ومشين. 

 (ثانيا) ان شكل النظام الحالي بدءا من الدستور الى اليات العمل والمحاصصة وغيرها فهي لا يمكن باي حال من الاحوال ان تبني نظام سياسي سليم وسلطه قوية ، وانما على العكس فانها كانت واحده من اسباب فشل العملية السياسية وهذا التخبط والفوضى الذي لم يشهد له تاريخ الدولة العراقية الحديث ، فهي اصبحت عملية سياسية اقرب الى (سوق الهرج) من دولة ونظام وقانون . 

(ثالثا) ان من الاسباب المهمه التي ساعدت للوصول الى هذا الوضع الكارثي ، هو دور المواطن الذي ساهم بشكل كبير في ايصال هؤلاء الى الحكم وذلك بسبب سوء اختياره لما يحمله من عصبيات قبلية وطائفية وقومية وفئوية ، وبالتالي اوصلت العملية الانتخابية الجهال والمتخلفين واهل العصبيات والثارات ، وابعدت رجال الدولة الحقيقيين والطبقة المثقفة من الاختصاصيين والاكاديميين واساتذة العلوم السياسية والادارية . 

قال العلامة ابن خلدون في مقدمته الشهيرة ((لا تولوا ابناء السفلة والسفهاء قياده الجنود ومناصب القضاء وشؤون  العامة ، لانهم اذا اصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظلم الابرياء وابناء الشرف واذلالهم بشكل متعمد نظرا لشعورهم المستمر بعقده النقص والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم)) . 

والحديث طويل ولايمكن ان تسعه هذه السطور ، ويمكن للاخوة الافاضل الرجوع الى مقالاتنا الكثيره المنشورة على صفحتنا في الفيسبوك التي تناولنا فيها جوانب كثيرة من هذا الموضوع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك