المقالات

الحشد الحسيني وكفى


 

محمد الموسوي||

 

نرى كما كبيرا من القراءات (مشكورة ) لفتوى الجهاد التي أطلقتها المرجعية ...ولكننا بالكاد نرى قراءة دينية فقهية ، او قراءة تاريخية دينية .

إننا نؤمن أن المرجعية الدينية بكل تشكلاتها هي الشكل (الغير معصوم ) لتمثيل الدين ، وقيادة اﻷمة .

دعوات الجهاد (واسعة النطاق )و ( ضيقة النطاق ) ...(السري والعلني ) ...( العسكري وغير العسكري ) ...إنما هي عملية إنسانية يراد منها إحقاق الحق (مع أي كان ) ، و (إبطال الباطل مع أي كان ) .

القراءة الواعية لفقه الجهاد واﻷمر بالمعروف والنهي عن المنكر ...تدلنا على أن الجهاد العسكري ، باب تتجلى فيه قيادة اﻹسلام لكل الجهد اﻹنساني ...لتصحيح المسار ، ورد غائلة العدوان .

عندما كان السيد الشهيد محمد باقر الصدر يحشد كل القوى الخيرة في العراق لمواجهة طاغوت الباطل الصدامي ، عبر تجاوزه للحدود الدينية والطائفية ...إنما كان يقتفي اثر مسير اﻷئمة عليهم السلام في تحشيد كل الطاقات ، الذي كان من ثمراته جعل ، أبي حنيفة النعمان ، خازنا لمال وسلاح ثورة زيد بن علي .

وجعل اﻹمام الخميني شعار (نصرة المستضعفين ) اينما كانوا ..قانونا لثورته ودولته ...كان نهجا علويا في استنفاره لجيوش دولته فيما اذا سلب باغ مسلم أقراط مسيحية (معاهدة ) !!

هذا اﻷمر يفتح بابا كبيرا واسعا من التصورات والفهوم للجهاد الديني في الاسلام .

وليس لنا من مصدر ديني امامي معصوم ، أوضح من الحسين ع في نهضته ضد الباطل . فقد كان يستحث نفوس مختلف المشارب والمناهل لنصرته ...في طريقه لكربلاء ...ونعلم جيدا ان بعض من استشهد معه بالطف ، يقف على الطرف النقيض من تصنيفنا الطائفي والديني له ...فمنهم العثماني ..ومنهم المسيحي ، ومنهم الصابئي ، ومنهم الزنجي ، ومنهم السيد ومنهم العبد ...ومنهم المراة ومنهم الصبي ومنهم من كان قائدا بنفس جيش البغي والطغيان .

هذا هو المعنى الانساني للجهاد .

لقد كان المختلفون دينيا وطائفيا وقبليا وعرقيا وجغرافيا ....في كربلاء ...إخوة متقابلين على أرائك الشهادة بين يدي الحق ع ، ذائبين طربا من أجراس الموت الزؤام التي كانت تقرع في آذانهم .

ولئن كان قادة الجيوش وعتاة اﻷنظمة ، يضعون المسالح والعيون والعسس وفرق الاعدام ، على جنودهم ؛ مخافة النكول عن القتال ...فإن الحسين أسر أصحابه من قلوبهم ...فلا يستطيعون فكاكا ....وأقفل هؤلاء اﻷسارى الحسينيون مجامع قيودهم ...عندما طلب منهم القائد الانساني التسرب الليلي ...بان العدو لايطلب الا شخصه ...فهو بهذا ..أسرهم بإطلاق اراداتهم وحرياتهم ...فتهافتوا يرمون ارواحهم في لهوات الموت فداءا له ...وعن إمام ((صادق اليقين))!!

لم يقل حبيب بن مظاهر ره انا صاحب رسول الله ص....ولم يقل العباس ع انا درة التاج الهاشمي ...ولم يقل الحر ره انا قائد عسكري كبير ...ولم تقل ام المسيحي انا عجوز لااقوى على القتال ...بل كانوا يتسابقون في ذهاب اﻷنفس .

عندما آطلقت المرجعية الدينية فتواها بوجوب الجهاد ضد الارهاب ...لم تستقرب احدا لجنبها ...ولم تستبعد احدا على اساس ديني او طائفي او جغرافي !!

مرة اخرى نقول ...آفتنا الجهل والتخلف وعدم قراءتنا لحياة أئمتنا ومرجعيتنا ....قراءة واعية.

ليكن الحشد الشعبي ، حشدا حسينيا .

وكفى .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك