المقالات

أزمة العجز في المال..تكشف عورات أشباه الرجال

1757 2020-12-03

  محمد الجاسم ||           بعد الفشل الذريع الذي وصلت إليه قيادة حزب الإتحاد الوطني الكردستاني، في معالجة السطوة والتجبُّر اللذين تتعامل بهما حكومة أربيل ،التي يهيمن عليها الحزب الديموقراطي الكردستاني،وبخاصة في ملف الخدمات والرواتب،وبعد مرور العلاقة بين الحزبين بمراحل تشنج وخلافات ،تبادل فيها الطرفان التخوين والطعون،وهذان المثلبان ليسا،بأية حالٍ من الأحوال،أسوأ وقعاً على أبناء شعبنا من الكرد، من فتنة تلوح علائمها في الأفق،تعيدنا الى الفتنة الرهيبة التي زرعتها في الجسد الكردي،مخابرات المجرم المقبورصدام،وبمساعدة المخابرات المركزية الأمريكية،وأدّت الى مذبحة رهيبة حصدت من أرواح المواطنين الكرد في أربيل والسليمانية وغيرهما ،حوالى خمسة آلاف قتيل من المدنيين والمقاتلين،وذلك في أواسط العام1996 لتكون حلقة في سلسلة إحتراب ومذابح بين ميليشيات الحزبين الرئيسين في أوقات سابقة.      ولايبدو أن الحزبين الحاكمين في الإقليم لايحرصان على كرامة المواطن عندهم ورفاهية معيشته وتأمين رزقه،أكثر من حرصهما على بناء الصروح المالية والشركات الإستثمارية التي تُتْخِمُ بعائداتها المالية جيوب المسؤولين الفاسدين.لقد أخذ المستوى المعيشي للمواطنين محدودي الدخل،بالإنحدار،وخاصة الموظفين الذين يتعرضون الى سياسة تجويع متعمدة،مرة بسياسة الإدخار الإجباري،ومرة بقطع الرواتب وتأخير صرفها،وبعد أن امتلأت الأجواء الإعلامية في كردستان العراق بضجيج الإتهامات المتبادلة بين الطرفين،اصبح واضحاً أن سوء إدارة الإقليم وتفشي الفساد لديهم ،قد أطاح بتحالف كردستاني ينتمي الى إقليم شمال العراق،حتى بات من الصعب ان يعود التحالف الكردستاني الى واجهة المشهد السياسي العراقي،بعد الهزات العنيفة التي ضربت الثقة بين أطرافه،وتركيز أطراف معارضة كردية في الإقليم وفي بغداد،على إتهام مسؤولي الحزبين بالإستحواذ على موارد الإقليم وحرمان أبناء الإقليم منها.      بالأمس القريب،إستخدمت سلطات الإقليم في دهوك البطش والإعتقالات وإساءة المعاملة مع متظاهرين يطالبون بصرف رواتبهم،وقبلها تم قمع محتجين للأسباب ذاتها في مدينة أربيل،واليوم،ينزل المواطنون الكرد في شوارع السليمانية للمطالبة بحقوقهم الطبيعية،لكن سلطات الإتحاد الوطني تقابلهم بالغازات المسيلة للدموع لتفريقهم،وكذلك تم إطلاق عتاد حي من بنادق ومسدسات ،كما أظهرت مقاطع الفيديو التي تداولها إعلام محلي وعالمي.  لن تغيب عن ذهني المواقف المنافقة والمرائية التي كانت تضطلع بها أطراف سياسية كردية حين سقط ضحايا بين المتظاهرين والقوات الأمنية في تظاهرات الوسط والجنوب،تستنكر وتتهم السلطات العراقية الإتحادية بقمع المتظاهرين،واليوم تمارس الأحزاب الكردية الحاكمة الأسلوب عينه لبسط رعبها وإخافة المحتجين من الموظفين المغبونين. إن يومَ المظلوم على الظالم،أشدُّ من يوم الظالم على المظلوم. ورُبَّ قَوْل..أنْفَذُ مِنْ صَوْل. ناصرية ـ دورتموند/ألمانيا
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك