المقالات

صورة من صور الصراع بين الامس واليوم

1674 2020-12-03

 

 

اياد رضا حسين ||

 

 تعقيبا لما ورد في احدى صفحات الفيسبوك ، (حول الى متى تستمر لغة العنف والعنف المضاد ، والتهديد بالقتل والسحق وتضييع لغة الحوار والتفاهم لحل المعضلات ، وكأن البلد مسير نحو الدمار ؟!) ، وقد عقبت على ذلك بمايلي :- هل اننا الان بانتظار الدمار والخراب ؟؟!! ام اننا وقعنا فية وقضي الامر.

 والا ماذا نسمي هذا الوضع المأساوي والكارثي الذي نعيش فيه  ،،، انني لازلت اتذكر الصراع الذي حدث في العراق بعد ثورة  ١٤ تموز عام ١٩٥٨ ، اي صراع القوميين والشيوعيين ابان حكم عبد الكريم قاسم ، لقد كان من صور هذا الصراع هو حصول اعمال عنف ، الا انها لم تتجاوز المشادات الكلامية بين الطرفين او التشابك بالايدي واحيانا اصابة البعض بالكسور او الجروح نتيجة ذلك وفي حالات محدودة ، ومن صور ذلك ان يجري الاصطدام بين الطرفين عندما يكونوا في قاعة او دار للسينما حيث يجري التراشق بالكراسي وزجاجات المياه الغازية (حيث لم يكن معروف في ذلك الوقت اوعية معدنية او بلاستيكية تعبأ بها هذه المياه) ، اما حوادث القتل فقد كانت نادرة ،،، فلماذا الان هذا القتل والذبح لاتفة الاسباب وبهذه القسوة والشدة والوحشية.

 ان السبب الحقيقي هو اختلاف ادوات الصراع ، ففي تلك الفترة كان طرفي الصراع هم من اهل المدن او ابناء العاصمة من سكانها الاصليين ،،، كمجتمع الاعظمية ،،، او الكاظمية ، او غيرها من مناطق بغداد القديمة ، لان الصراع والعنف الاشد كان لا يتعدى هذا الاطار الذي ذكرتة.

 اما الصراع الان فادواته الناشطة والفاعلة هم مجتمعات البداوة والتعرب ، ان كان جناح الاعراب في حزب البعث ، او النظام الحالي وهذا واضح من الانتماء المجتمعي للقاعدة وداعش والمليشيات الاخرى او الاحزاب والحركات والتكتلات التي معظم قياداتها وقواعدها من هذة الاوساط ، فهؤلاء لايعرفون مشادة كلامية ولا تشابك بالايدي ، وانما القتل والذبح على اتفة الاسباب ، كخلاف على سقي المزروعات او رعي الماشية.

 فكيف ، عندما يصل الامر الى السلطة والمنصب والكرسي ، والاستحواذ على الاف وملايين الدولارات . وهذه في الواقع صورة من صور الانهيار الحضاري والخراب الذي اطال العراق ، عندما مكنت هذة الانظمة لان يصبح اهل الحل والعقد فيها اهل الذبح والقتل والسرقة والنهب .

ــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك