المقالات

هيهات منا الذلة النظرية والتطبيق

1485 2020-11-25

 

ماجد الساعدي ||

 

لقد رفض الامام الحسين عليه السلام البيعة على اساس البرنامج الذي ركزه الاسلام لصورة الحاكم الإسلامي ، بعد استشهاد خليفة المسلمين  الامام علي بن أبي طالب وسيطرة معاوية على الحكم فقال : ( يا أيها الناس ان رسول الله قال من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرم رسول الله ناكثا بعهده مخالفا لسنة رسول الله ، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان ، فلم يغير بقول ولا فعل ) هذا هو خط النظرية .

أما خط التطبيق فأكده بقوله: ( الا ان هؤلاء القوم قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن واظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء واحلوا حرام الله وحرموا حلاله ) ، ويؤكد موقع العزة ومعناها في شخصية الانسان( لا والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد ) وقال : ( الا ان الدعي بن الدعي قد تركني بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون ) .

هذه هي بعض شعاراته وعندما ندرسها نجد بوضوح انها ليست شعارات المرحلة التي كان يعيش فيها ، لتكون شعارات مذهبية فئوية .

ولكنها شعارات الحياة كلها ، وشعارات الاسلام في كل مواقعه ، فمن منا لا يلمح الافساد والفساد على مستوى الحاكم والمحكوم وحركة الحكم. 

ومن منا لا يجد أن الواقع يعمل على افساد الاخلاق الفردية والاجتماعية في داخل الفرد والمجتمع،  من خلال من يريدون المتاجرة بالاخلاق.  ومن منا لم يرفض الواقع الذي يترك فيه الكثير من المسلمين عبادة الله ويتركون الصدق والامانة والوفاء . ومن منا لا يرفض الكثير من مظاهر الانحراف في حياتنا والعلاقات الممزقة والفتن  التي تتحرك على مستوى الافراد والعوائل والاحزاب والطوائف الاسلامية وما الى ذلك.  ومن منا لا يرى في العزة القيمة الكبرى على المستوى الفردي او الاجتماعي.

كانت ثورة الحسين ثورة خاسرة من الناحية العسكرية،  لكنها صدمت الواقع وهزت قواعده لكي تركز الخط الاصيل الذي يحفظ الحياة الاسلامية ويؤكد العدل في داخلها ، لان الواقع قد وصل إلى مرحلة استرخى فيها تحت تأثير حكم يزيد ، لذلك انطلق الناس وهم يحبون الحسين ليحاربوه .

وبذلك كان الوضع الاسلامي مهيأ لان يستمر الظلم فيه ويحرك الناس كلهم في مواجهة كل دعوة للحق ، وتؤدي مجاري الامور الى تقديم الكفر  باسم الإسلام .

ومن هنا فأن الحسين يمثل خطا ومنهجا وتجسيدا حيا للقيم الاسلامية والانسانية في العزة والكرامة والمحافظة على استقامة المسيرة التي جعلها الله امانة في اعناقنا جميعا في محاربة الظلم والفساد في كل عصر أيا كانت هذه العناوين التي يأخذها الظلم او الالوان التي يتزين فيها الفساد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك