المقالات

الصراع الحقيقي في المجتمع العراقي

1332 2020-11-20

 

 اياد رضا حسين||

 

تعقيبا على التعليقات الكثيرة التي وردت على صفحات الفيسبوك حول موضوع الاقاليم وتقسيم العراق الى اقاليم سنية وشيعية واقليم كردي قائم ، الى غير ذلك ، وقول احدهم ان من سوء حظ هذا البلد ان يرتقي فيه الفاشلون اعلى المناصب ، فيما يبقى الأكفاء مهمشون ،،، وقد علقت على هذا الموضوع بمايلي :

 ان الاصطفاف او الصراع الطائفي ماهو الا صراع طارئ ، وهو يتصاعد ويحصل في العراق عندما تسقط الانظمة وليست الانقلابات العسكرية ،،، ويكون ذلك ، اما بسبب اهتزاز المعادلة التقليدية في الحكم ، كما حصل بعد سقوط النظام الملكي عام ١٩٥٨ ، او انقلاب هذه المعادلة كما حدث بعد سقوط نظام صدام عام ٢٠٠٣ ، ولكن يبقى هذا الاصطفاف بشكل وقتي ومتفاوت بين المجتمعات ودرجة وعيها وثقافتها ويزول تدريجيا ، اما استمراره فهو بسبب الاعيب الساسة الفاشلين في محاولة منهم لاستقطاب الجماهير لصالحهم من خلال هذا الاصطفاف ، اما الصراع الحقيقي والمحوري في المجتع العراقي فهو (صراع قيم البداوة وقيم الحضارة) (نظرية العلامة الوردي).

اما الحديث عن اقليم سني او اقليم شيعي فهذا محض هراء ، وهو ليس بحل للمشكلة والمأساة العراقية وانما قد يعقد المشهد اكثر ويزيد في عمق المشكله ويصعد من الصراع الحقيقي الموجود بين المتحضرين وبين اهل العصبيات من حاملي قيم البداوة والتعرب في الاقليم الواحد.

 فعلى سبيل المثال ، نحن هنا في بغداد عشنا عشرات السنين بصورة طبيعية وعلاقات اخوية تسودها المحبة والاحترام ، ولم نعرف في حياتنا او عانينا من صراع طائفي شيعي وسني او صراع ديني او عرقي مع المكونات الاخرى على مستوى المجتمع ، ولكن عانينا وقاسينا من صراع قيم الحضارة وقيم البداوة ، اي من الضغط الاجتماعي ، الا وهو ضغط الاعراب وعنفهم ومشاكلهم ونظرتهم العدائية للمجتمعات المتحضرة.

 وهنا نشير الى ملاحظة مهمة يجب معرفتها ، وهو اننا لانقصد سكنة النواحي والقرى والارياف والبوادي والقفار البعيدين عن هذا الصراع ، وانما نقصد في الحقيقة ساكني المراكز الحضارية كالعاصمة ومراكز المدن.

ان هذه الظاهرة اخذت تتصاعد وتزداد اتساعا بعد انقلاب تموز ١٩٦٨ وسيطرة جناح الاعراب في حزب البعث على مقاليد السلطة بقيادة صدام ، اما بعد السقوط فكانت هي الكارثة والمصيبة بعينها ،،، واذا كان موضوع الاقاليم لابد منه فمن المستحسن ان لا يكون على اساس طائفي او عرقي ، وانما على اساس الصراع الحقيقي الذي اشرنا اليه .

ان هذا الخراب وهذا الانهيار الذي حل بالعراق ، فقد تأكد ومن خلال الاحداث والتطورات ، وما يحصل على ارض الواقع ، هو ليس له علاقة بالأنتماء الطائفي او العنوان الحزبي للهيئة الحاكمة ، وانما له علاقة اساسية وعضوية بالانتماء والخلفية الاجتماعية والطبقية لهذه الهيئة على الاعم الاغلب ، وهذا ما بات واضحا من خلال اي مقارنة بين العصور الذهبية للدولة العراقية منذ الاستقلال وحتى انقلاب تموز عام ١٩٦٨ ((ولو بشكل نسبي)) ، وبين ما تلى ذلك من عهود الخراب والدمار والحروب وسفك الدماء وتبديد الاموال والسرقة والاختلاس ،،، بعد هذا التاريخ والى يومنا هذا عندما دخل هؤلاء على خط السياسة والدولة والحكم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك