المقالات

لاتنجح مشاريع الحكومة الا بدعم اصحاب ( الخمسة آلاف)

1150 2020-11-14

 

عباس عبود سالم||

 

خمسة الآف دينار هي كل ماتبقى من ممتلكات صديقي وهو شخصية مرموقة لها وزنها و لا غرابة اذا اكتشفت ان محفظة رجل مرموق آخر  لم يتبقى من محتوياتها سوى ورقة من فئة ال25 الف..وهو بانتظار صرف الراتب الذي تاخر عن موعده ..

يبدو ان علامات التراجع المعيشي للطبقة الوسطى قد اخذت بالظهور مجددا مع تراجع الدولة عن التزاماتها في دفع رواتب موظفيها التي تاخرت عن موعدها ونسبت في انجماد الحياة العراقية الصاخبة  ...

هذه العلامات المقلقة  تعيدني الى تسعينات القرن الماضي مع اكبر عملية بيع معكوسة عاشها العراق يوم تحول صاغة الذهب الى الشراء اكثر من البيع،  ويوم تشكلت اسواق ومحلات متخصصة لشراء الاثاث والاجهزة المنزلية لا لبيعها، والامر وصل الى حد شراء الابواب والشبابيك التي يبيعها العراقي الذي اختار ان يبقى بلا باب او شباك كي يشتري ما يعينه على البقاء  على قيد الحياة ...

يومها اشتركت اكثر من جهه في جريمة قتل وتجويع  (الطبقة الوسطى العراقية ) والمقصود الموظفين اصحاب الرواتب والذين هبطت مستوياتهم مع هبوط مستوى الدينار العراقي الذي انتقل من خانة ال (300 فلس) للدولار الى (3000 دينار)  للدولار ..

بعد 2003 عادت الطبقة الوسطى الى الوجود مع انتعاش الحالة المعيشية ورغم ارتفاع تكاليف المعيشة والسكن في العراق ورغم التشكل العشوائي لهذه الطبقة لكن الامور كانت افضل من السابق ..

وهنا انقسم اصحاب الرواتب الى ثلاثة اقسام 

الاول مخلص في عمله ملتزم في واجباته يثق بالدولة ويعتمد  بشكل كلي على الراتب الشهري وهم اكثرية الموظفين والمثال على هذه الفئة صديقي صاحب الخمسة آلاف دينار.

الثاني موظف يعتمد على موقعه الحكومي في الحصول على مكاسب مالية (بالفهلوة والشطارة) وتكوين ثروة من خلال عقد الصفقات وتمشية المعاملات وابتزاز الناس وهذه الفئة قليلة لكنها  للاسف اليوم تحضى باحترام المجتمع لانها اكثر فاعلية وحركة بين الناس واقل التزام بالقوانين واقل احترام للدولة.

الثالث وهم الذين يعملون في وظيفة اخرى بعد الدوام و ينقسمون الى اقسام عدة منهم اصحاب مشاريع ومنهم سواق تاكسي ومنهم عمال ومنهم يدخلون في خانة تضارب المصالح، وهم اقلية فاعلة تتكاثر كل يوم مع تنوع المشاريع والافكار الحكومية التي يفهم منها انها اعادة اغتيال للطبقة الوسطى !!

لهذا على خبراء الاقتصاد ومستشاري الحكومة الانتباه قبل القيام باي اجراء يعزز الفجوة النفسية ويضعف الثقة بين الحكومة وموظفيها...

على الحكومة دعم الشريحة الاولى اصحاب الخمسة آلاف لانهم الركيزة الموثوقة لبناء الوطن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك