المقالات

خرزة وزير التجارة!


  د. مديحة الربيعي||

 

المواطن العراقي بدأ ينسى بالتدريج مفردات البطاقة التموينية التي لم يبق منها سوى مفردة او أثنتين, وهناك تساؤل يطرح نفسه لماذا الشعب العراقي يلتزم الصمت فقد اكتفى بالسخرية  في مواقع التواصل الاجتماعي ولم يعترض او يعبر بشكل آخر حتى أن بعض المعنيين بدأ يتساءل بسخرية  عن تميمة الحظ او (خرزة) كما يعبر عنها الشارع العراقي ربما يستخدمها وزير التجارة جعلت المواطن والشعب يلتزم الصمت.  لم يعد سكوت المواطن العراقي يثير الاستغراب فهو يلتزم الصمت أما لأنه فقد الأمل تماما في أيجاد حلول لهذه المعضلة التي أصبحت رديفا لمعضلة الكهرباء, أو أنه سكوته هذا هدوء يسبق عاصفة  كما حصل في تراكمات ما قبل تظاهرات تشرين التي سبقتها إخفاقات وتراكمات حتى وصلت الأمور إلى مالا يحمد عقباه وربما في المرة القادمة ردود الفعل ستكون أخطر وأكبر السؤال المنطقي الذي يطرح لماذا لم تتمكن أي حكومة من أنهاء الفساد في ملف وزارة التجارة؟ فالنسبة للكهرباء الأعذار والحجج باتت معروفة فالساسة يختبئون خلف ذريعة التدخلات الخارجية  التي تعيق حل مشكلة الازمة، أذا كانت تلك المبررات فيها شيء من الصحة فلماذا لاتحل الملفات الشائكة في الوزارات الأخرى؟ ولماذا تزداد الأمور سوءا في ملف البطاقة التموينية بالتحديد؟ فبعد أن رضي المواطن ب٤ مواد فقط أخذ العدد يتناقص الى أن وصل الأمر الى مفردة واحدة او أثنتين كل شهرين أو أكثر! المشكلة أن الحكومات المتعاقبة دأبت على أعتماد الحلول الترقيعية مما عمق التراكمات الى حد لم يعد من الممكن السكوت عليه, الأغرب من ذلك يعرف القائمون على القرار السياسي بعمل الأطراف الخارجية ومحاولة تأجيج الشارع العراقي, ورغم ذلك يقدمون لهم كل فرص التدخل على طبق من ذهب التقصير والأخفاق والفشل في كل مفاصل الدولة, وعدم القدرة على تقديم خدمات تليق بالمواطن العراقي بعد ١٧ عاما من إدارة الدولة, كفيل بأن يفتح الباب على مصراعيه لكل العابثين بأمن العراق أن يملؤوا فراغا كبيرا بطريقة او أخرى تركه صناع القرار, الذين على ما يبدو مازالوا يغطون في سبات عميق فمتى ينتبه النيام ياترى؟ ومتى يدركون حجم ما يعانيه المواطن العراقي, الذي قريبا سيتنافسون بالبطانيات والزيت والدجاج للحصول على صوته؟ وهل ستعتمد الحكومة على الأوراد وتميمة الحظ لتقنع المواطن بالرضا والصبر على الواقع البائس؟ وهل ستدار الوزارات بهذه الطريقة في قادم الأيام بأن تكون خرزة لكل وزير؟
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك