المقالات

(دو أو جو)... المهم عراقنا!!

1228 2020-11-08

 

أمل هاني الياسري||

 

السنوات تمضي والواقع لا يتغير إلا بفعل أنفسنا، وإذا اكتفينا بالشعارات والتمنيات، فلن يكون هناك بناء حقيقي للبلد، والمعادلة الجديدة في عالم اليوم، بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بفوز المرشح الديمقراطي (جو بايدن)، على حساب الرئيس الجمهوري (دونالد ترامب)، تعني أننا لا نريد أصواتاً على حساب الأبرياء وبث الكراهية، فالمتنافسان (جو أو دو) لا يعنيان شيئاً، سوى الخراب والتآمر أكثر فأكثر ضد العراق.

لا تأريخ يضاهي تأريخ أمريكا الدموي بحق العراقيين، وجرائمهم لا تُغتفر ضد الأبرياء، لعقود طويلة من ثمانينيات القرن الماضي وحتى الآن، وما يطرحانه من أولويات حول الديمقراطية وبناء الإنسان، مجرد خرافة كخرافتهم المتطرفة التي عاثت في العراق فساداً، والحقيقة أن شعبهم الأمريكي، هو أول الشعوب المقهورة مهدورة الكرامة، فكيف بالعراقيين وقد أذقناهم مر الهزيمة على يد غيارى الحشد الشعبي، وأخرجنا لحاهم العفنة (الدواعش) من أرضنا الطاهرة.

السياسة التي يريدها العراقيون من (جو) أو (دو) في العراق، بعد عام ( 2020 م) المليء بالتحديات والويلات، يجب أن تكون أفعال حقيقية تترجم على أرض الواقع، وليست نظريات أو وعود كاذبة لحملة إنتخابية يائسة، والحلم الحقيقي الذي يراود الجماهير العراقية، هو أن نتحرر من الوصاية الأمريكية، فنحن أيضاً سنشهد إنتخابات قادمة، ومن المفترض إمتلاك زمام أمرها ونتائجها، وإلا فرقعة الشطرنج الأمريكية لا تنفعنا في شيء مطلقاً.

ما يجب أن يفهمه الساسة العراقيون، الذين يتمنون الفوز في الإنتخابات المقبلة (2021) إن تأكد إجرائها، هو أن التأريخ لا تصنعه الصدفة، حتى وإن كان الرئيس(جو أو دو) رئيساً لبلاد (الشيطان الأكبر)، كما أن الشعب قد يصمت، لكنه لا ينسى مَنْ يخطئ بحقه، وعليهم أن يتذكروا بأن حجم مساحة الألم العراقي كبيرة جداً؛ بسبب سياسات هذا الشيطان وأذياله، لذا يجب رفض كل مشاريعهم المجزأة والمجتزأة بحق العراق وشعبه.

لابد من أن يفهم الرئيس الأمريكي القادم (جو بايدن)، أن العراق جسر للتلاقي في المنطقة، وليس نقطة للتضارب، والتصفية، والقطعية، وأن له دور في بناء السلم العالمي، بوقت يزخر بزحام هائل من الأحداث، والتحولات على المستوى الوطني، والعربي، والأقليمي، والدولي، وأن شعوب العالم تتجه نحو الحرية والعدالة، وعليه فسياسة أمريكا الأزدواجية، لم تغب عن عقولنا؛ لأنها تشيع الفوضى في كل زواية من زوايا منطقتنا.

أمريكا مع عملائها، هي مَنْ تدير أزمات المنطقة، وترعى الإرهاب والتطرف، وخرابها يطال الأخضر واليابس، لكنه من المفترض أن يكون موقفنا في العراق واضحاً، فنرفض الغطرسة الأمريكية، وحماقات الرئيس الأمريكي كائناً مَنْ يكون، وإذا كان الجمهوريون بقيادة ترامب، فعلوا ما فعلوا بوطننا منذ أربع سنوات، فما تزال لدى الديمقراطيين فرصة للإجابة، بحال فوزهم للسنوات الأربع القادمة. فالعراق على قمة أولوياتنا.

ــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك