المقالات

كثرة الأحزاب في الساحة السياسية العراقية، سبب ام نتيجة؟!

1368 2020-11-05

 

سرى العبيدي ||

 

تشير الأرقام التي أعلنتها مفوضية الأنتخابات عن ان قرابة 230 حزبا سياسيا هي المسجلة لديها حاليا، والرقم قابل للزيادة بشكل دراماتيكي مع إقتراب موعد الأنتخابات المبركة في أواسط العام القادم.. كثير من الأحزاب المسجلة هي نتاج إنشطارات أحزاب وقوى سياسية قائمة، وأخرى نتيجة ولادات ما بعد تشرين 2019.

كانت الانقسامات والانشقاقات - من أهم ملامح الأحزاب السياسية بالبلاد التقليدية منها والحديثة. وترجع أسباب ظاهرة الانقسامات المتجذرة لغياب الممارسة الديموقراطية داخل هذه الأحزاب، وتضخم الطبقة السياسية التي تزايد اعتمادها على جهاز الدولة مبكرا، وليس على نشاطها المهني المستقل.

ظاهرة تنامي أعداد الاحزاب السياسية في العراق، بأنها تندرج ضمن محاولة خارجية لتفكيك الجبهة الداخلية لتحقيق هدفين خطيرين هما جعل البلاد في دوامة من عدم الاستقرار، وخلق تضارب في القناعات والمصالح.

هكذا فإن كثرة الأحزاب السياسية  يجعلها تتحول بسهولة الى أحزاب مقاولات سياسية تقتسم الريع السياسي بمشاركتها في لعبة سياسية غير ديمقراطية وكآلية لتوزيع الكسب السياسي دون رهانات سياسية، أن ما يعيشه المشهد السياسي والحزبي يؤشر على عبثية المشهد السياسي العراقي وفقدان الثقة في المؤسسات التمثيلية بل وبجميع مؤسسات الدولة، ويدفع المواطن الى العزوف عن العمل السياسي والحزبي، لأن واقع الممارسات السياسوية تفقد العمل السياسي والحزبي مصداقيته، نظرا الى الممارسة السياسية الهجينة التي تفتقد فيها الأحزاب السياسية إلى أي مرجعية أو برامج حزبية".

أن هذا الأمر يؤدي إلى فقدان الثقة لدى المواطن في جدوى العملية السياسية وجدوى المؤسسات التمثيلية، كون ذلك يمس شرعية الدولة والمؤسسات الدستورية معا؛ وهو ما يعني أن هناك معوقات وأعطابا بنيوية يعرفها مشهدنا السياسي تحول دون ممارسة سياسية سليمة.

ظاهرة "الأحزاب الديليفيري"، التي تكون في بعض الأحيان بلا مقرات أو عضوية فعلية أو مؤسسات أو حزبية. وفي بعض الحالات يكون الحزب هو فرد واحد، وهو المؤسس! إذ يمكن الالتفاف على الشروط الشكلية للتأسيس، للحصول على رخصة تأسيس حزب سياسي، ومن ثم ينخرط هذا "الزعيم" في سوق السياسة المربح في البلاد!!

لكن وفي نهاية المطاف، تبقى التعددية الحزبية ضمانة مهمة لترسيخ العملية الديموقراطية في أي بلد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك