المقالات

أما (الشفل) فأزال الأنقاض المادية، وأما الأنقاض المعنوية فكيف نزيلها؟


 

د. أمل الأسدي ||

 

انتهت المظاهرات واُزيلت آثارها المادية ومخلفاتها المرئية، أما عن الأنقاض المعنوية التي تركتها فمن يستطيع إزالتها؟ من يزيل الجحود ونكران الجميل؟ من يزيل التجاوز علی المراجع والعلماء؟ من يزيل التجاوز علی الشيوخ والآباء والأمهات؟ من يزيل التجاوز علی المعلم؟ من يزيل التجاوز علی الجيش والحشد والقوات الأمنية؟  من يزيل الاعتداءات  علی القادة الذين بذلوا مهجهم من أجل الوطن؟

من يعيد الحياء لبناتنا والالتزام لطلبتنا؟

من يعيد الوعي والتفكير العميق لشبابنا؟ من يبني ذواتهم حتی لايتخذهم أحد مطيةً لتحقيق مصالحه؟ من يعيد الاعتزاز بالقيم والمبادئ؟ من يعيد لنا الجزء المفقود من ذاكرتنا؟ من يعيد  البصيرة لشبابنا؟ كيف تعود صورة  أشلائنا المقطعة بالمفخخات القادمة من الحضن العربي؟ كيف ستعود صور الرؤوس المقطعة والنهر الأحمر في سبايكر وسائر جرائم داعش؟ كيف وكيف؟

كيف سنعود لنحتفي بانتصاراتنا علی داعش  التي أذهلت العالم؟

لايسعنا الآن إلا الاعتذار نيابة عن شبابنا الضال، شبابنا الضحية الذي تُرك لقمة طرية  لـ (ولاية بطيخ والبشير شو) وسموم الشرقية وأخواتها التي كانت ترقص علی دمائنا ودماء أولادنا،نعتذر أولا :   لرسول الله الذي تجاوزوا عليه كثيرا!!

ـ نعتذر لفاطمة الزهراء التي نُزلت راياتها في النجف!!

ـ نعتذر للإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس للتجاوازات الكثيرة علی حرمتهم!!

ـ نعتذر للمعلم ومدير المدرسة الذي اجتمع حوله شرذمة يصفقون له ويتجاوزن عليه وهو حليم صابر!!

ـ نعتذر لأمهات الشهداء للجحود الأصفر الذي واجهنه!!

ـ نعتذر للمراجع العظام ولاسيما السيد السيستاني علی التجاوزات  التي تحملها وكظم ألمها!!

ـ نعتذر لإخوتنا في الدين والعقيدة الذين بذلوا أنفسهم من أجلنا وأجل وطننا.

ـ نعتذر  لجامعاتنا ،لشوارعنا ونخيلنا وهوائنا الذي تأذی واختنق وصمت!!

- نعتذر للجيش والقوات الأمنية التي تجرعت المر والإهانة وكظمت وتحملت!!

ـ نعتذر لضحايا هدام الذين ذاقوا الويلات،ثم صدّروهم للشباب علی أنهم هم الجناة!!

- نعتذر للحشد الذي امتلأ جسده بالسهام ومازال واقفا رافع الراية ، باذل النفس من أجلنا!!

- نعتذر لقادتنا عن كل قطرة عرق نزفوها وهم يحاربون من أجلنا، عن كل لسعة برد تحملوها من أجلنا.

ـ نعتذر لأبينا أبي مهدي المهندس، ورفيقه في المحبة والشجاعة الحاج قاسم ،ونقول لهما :أنتما أبوا هولاء الشباب، فاغفرا لهم وتجاوزا عنهم، كما غفر يعقوب لأبنائه بعد ضلالهم!!

اللهم نسألك كشف الوجوه التي أسهمت في هذه الفتنة،فحرضت وألبت ونافقت وزجت أولادنا، وأزهقت أرواحهم من أجل مصالحها!!

اللهم لا تذر أحدا منهم، فإنك إن تذرهم يضلوا عبادك  ولايلدوا  إلا فاجرا كفارا!!

كانت حربا شعواء علی رموزنا وقيمنا ومبادئنا وجيشنا وحشدنا، يمرض (ابو عزرائيل)ويصاب بكورونا فيغرد (ايدي كوهين) شامتا فرحا ظانا أنه توفي!! ويشاطره في ذلك جموع من العمق العربي وجموع أخری باعت أرضها وعرضها  لداعش وهربت!!

اللهم احفظ من ثبت ونصر وآمن وما بدّل تبديلا!!

اللهم اربط علی القلوب الفاقدة، وألف بين قلوبنا جميعا إنك سميع الدعاء.

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك