المقالات

إصبع على الجرح..قول مأثور لصاحب الحمار ...

1874 2020-10-28

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

يحكى أن حماراً كان ماشيا في الغابة يستمتع بصفنته وفي لحظة من لحظات الصفنة وجد جلد سبع مرميا على الأرض كان الصيادون قد بسطوه على الارض ليجف . أخذه الحمار فخطرت في باله الذي لم تخطر عليه فكرة سابقا أن يلبسه ليكون في مثل هيئة السبع وتخاف منه الناس والحيوانات .

 لبس الحمار جلد الأسد ثم مشى يتبختر متخيلا نفسه أسدا بالتمام والكمال بزيه الجديد وشكله الجديد وسلطته الجديدة فنسى نفسه وخرج من الغابة حتى وصل الى القرية . فلما ابصره الناس خافوا منه وارتعبوا حيث ظنوه سبعأ حقيقياً . بدأ الناس يتراكضون في كل وجهةٍ ليتواروا منه وأنتشر الرعب قي قلوب البعض فتعالت اصوات الولولة والفزع والإستنجاد بين الناس .

 ابتهج الحمار كثيرا لما راى ذلك وبلغ منه السرور مبلغاً عظيماً حتى انه صدّق إنه اسدا وراح يتبختر في مشيته ويتنقل بين مزارع القرية معجباً بنفسه مباهياً بقوته من دون أن يعترضه أحد خوفاً من قوته وبطشه .

 في تلك اللحظات الوردية والتأريخية العظيمة في حياة الحمار وهو في غمرة الإعجاب بنفسه أخذته (الصفنة) مرة أخرى وأراد أن يعبّر عن فرحته ونشوته وسعادته فنسي إنه يعيش في دور الأسد فحلا له أن ينهق فرحا بقوته وغروراً بمنصبه وثوبه الجديد لأنه يجد في النهيق لذة تعبّر عن ذاته  وخوالج وجدانه وتفصح عن كينونة ابداعه وسر صفنته التي لا ينافسه فيها احد.

لم يكد يرتفع صوته حتى عرف الناس أنه حمار إبن حمار وليس أسدا كما يدعي فأطمأنوا بعد خوف وأقتربوا بعد أبتعاد وأنهالوا عليه ضربا بالعصي والأحذية وكل انواع المداسات وبكل القياسات ثم لم يلبث صاحبه أن عرفه حين دقق النظر إليه فجره من رقبته وهوى عليه ضرباً بعصاه لانه كان سببا في انزعاج القرية وخوف اهلها اياماً طويلة..

فلا بد للحق أن ينجلي ولابد للحمار أن يعود لوكره وزريبته ولو بعد حين . ثم قاده الى الزريبة وهو يقول له مستهزأ منه لقد ساء ظنك ايها الحمار ! كم من حمير تلبس جلد السباع ثم لا تكاد تنهق حتى ينكشف عنها ثوب الخداع وكم من حمار في زماننا هذا لبس ثوب السباع لكن المشكلة انها نهقت وسمعها الجميع وهي تنهق لكنهم لازالوا يعاملونها على انها أسود والمشكلة الأكبر ان الحمير صدقت انها صارت أسود !!!

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك