المقالات

ألواح طينية؛ تشرين؛ اقتداء كفيف بكفيف..!

1950 2020-10-26

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||

 

اربعون ملف فساد أحالها السيد عادل عبد المهدي، الى مجلس مكافحة الفساد، والى هيئة النزاهة، قبل أن يستقيل مطيعا لمن طالبه بالإستقالة، برسالته التي قدمها الى مجلس النواب، وقال فيها استجابة لخطبة المرجعية الدينية وبالنظر للظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، ولتوفير شروط افضل لتهدئة الاوضاع، ولفتح المجال امام مجلس النواب الموقر لدراسة خيارات جديدة، ارجو من مجلسكم الموقر قبول استقالتي من رئاسة مجلس الوزراء والتي تعني بالتالي استقالة الحكومة بمجملها".

إستقال عبد المهدي، فلا الأوضاع هدأت، ولا مجلس النواب وجد خيارات جديدة مقبولة شعبيا، ولم يحدث تقدم مهم في ملف مكافحة الفساد، ولا الذي "امر" عبد المهدي بالإستقالة إستطاع أن يترجم رؤيته لمستقبل العراق بشكل عملي..

تعليق الواقع الراهن بكل إسقاطاته؛ على مشجب المشكل الإقتصادي وعلى الأزمة المالية الناجمة عن الركود الإفتصادي الذي اصاب العالم كله، بما تبع ذلك من إنهيار لأسعار النفط، كان الوسيلة الوحيدة لحكومة ما بعد عبد المهدي، لتبرير الوقوف في نقطة الصفر..

عمليا لم يحدث تغيير إيجابي ملموس، نعم تغيرت وجوه كثيرة، لكن وجوها سيئة وربما اكثر منها سوءا حلت محلها، نسمع عن "نوايا طيبة" لدى الحكومة، لكن هذه النوايا؛ لم تبتعد كثيرا عن كونها تثقيف إعلامي، لعبور المرحلة، أو للتأسيس لوضع تشارك به الحكومة كحزب أو تيار سياسي في الإنتخابات المبكرة القادمة، التي ماتزال في ظهر الغيب، فإحتمال عدم إقامتها وارد جدا، خصوصا أن التشرينيين عازمون، على نسف العملية السياسية؛ بل الدولة برمتها، والعراق اليوم على كف عفريت، وخطأ صغير يمكن أن يجر البرد الى حرب أهلية لا تبقي ولا تذر..

قصتنا مع المستقبل أشبه بمن يطارد قطارا بدراجة هوائية، فالدولة ضعيفة جدا، ضعيفة بحكومتها وبرلمانها وبأجهزتها الأمنية، وبقضائها المنخور بكل المساويء، فمن يطمح لأن يرأَبَ ما خلفته سبعة وخمسين عاما، أربعون حولاً مها تحت حكم الطغيان البعثي، الذي يحاول اليوم ان يطل بقرنه من جديد عبر بوابة تشرين، لا يمكنه أن يكون بهذا الضعف والخنوع،

الترويج بأن الفساد قلعة حصينة، لعبة إعلامية تخدم الفساد وتقويه، فالضرب على يد الفاسدين وهم موجودين عراة من أية فضيلة تقيهم، أسهل من فقس بيضة بحذاء رياضي، وكلما تأخر الوقت كلما كان الإجهاز عليهم أصعب، إذ سيمنحون وقتاً لترتيب أوراقهم، فيخفون مسروقاتهم، ويخططون على نار هادئة لقلب الأمور لصالحهم، فالفاسدون لن يستسلموا للأمر الواقع بسهولة، وكل الاحتمالات التي تمنحها إياهم ثرولتهم الطائلة مطروحة..

الفاسد شهير باستداراته السريعة الماكرة، لا تؤمن بوائقه، ولا تسدّ طرائقه..فهل سيظل الصالحين متسمرين، على رؤوسهم الطير، إلى أن تعاجلهم منه قاصمة الظهر؟!

الفاسد يتكلم غير هيّاب لخلفه، ممعنا في ازدرائه والاستخفاف به..فعلى أي عصا إذن يتوكأ في ذلك؟! ولماذا أيضا كل هذا الانتظار؟!

 الدولة عاجزة عن معاقبة من ثبت فسادهم في تقارير هيئة النزاهة؛ والغريب أن يثبت فسادهم بموجب تقارير رسمية ثم لا يعاقبون، بل أكثر من ذلك يبقون في مواقعهم، سواء الرسمية او السياسية، لا ينغص لهم عيش ولا يوقظ منهم نائم..

كلام قبل السلام: الواجم أمام الصعاب لم يستعن بجريء في اقتحامها، والوزراء والمسؤولين الجدد، لا يختلفون في بطئهم وتوانيهم عن أسلافهم، والواقع يمكن وصفه بأنه إستناد ضعيف على ضعيف، واقتداء كفيف بكفيف!

سلام..

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك