المقالات

تظاهرات تشرين والخفايا الخطيرة


 

جهاد العيدان||

 

تظاهرات تشرين التي تم التهويل الاعلامي لها واثارة المخاوف من تداعياتها انتهت بجملة مؤشرات ومعطيات ،اهمها أنها محدودة وقليلة العدد رغم الأموال التي صرفت عليها ورغم مشاركة مناطق الغربية والكرد فيها بصورة غير منظورة اضافة إلى

تدخل قوى سياسية منتفعة إلى جانبها, ورغم اشارات رءيس الوزراء لدعمها ونزع سلاح قوات الامن لاعطاءها قوة في الحركة والفعل والتنفيذ وخطابه بهذه المناسبة.

إنها مازالت عشواءية وغير موحدة وقد انقسمت قبيل انطلاقها لان المشرفين أو الوكلاء متعددون ولكل جهة مارب واجندات كما ان لكل وكيل مصلحة في اثبات ولاءه وجدارته وشعبيته للجهة التي يدور في فلكها.

إنها لم تقدم رؤية أو مطالب واقعية بل شعارات فضفاضة لم تلامس مشاكل الواقع العراقي ولم تقترب من الحس الشعبي ولم تستشعر معاناة الغالبية العظمى من مطالب الشارع.

إنها فوضوية وعداءية وعنفية حيث هاجمت قوات الامن المنزوعة السلاح مما أدى إلى جرح العشرات من افرادها ، وفي ناحية ام قصر _ البصرة ، قام المتظاهرون باجبار مدير الناحية على الاستقالة ،.

إنها اساءت لمفهوم الاحتجاجات والتظاهرات المتداول في كل العالم والذي يأتي لانتزاع الحقوق والمكاسب بعد أن طفح الكيل وتقطعت وساءل الحوار ،وبالتالي فإن الايمان بالتظاهرات بات محل شكوك لان تظاهرات تشرين العام الماضي افرزت المزيد من الماسي والفساد السياسي بعد إسقاط حكومة عادل عبدالمهدي وجاءت بالاسوء ،كما ان تظاهرات ماسمي بالربيع العربي أدت بالمزيد من التراجعات ومهدت للتطبيع مع کیان الاحتلال ، وماجرى في السودان هو الاخر نسخة مما یجري في العراق حيث وقع السودان في فخ التطبيع وفقد دوره الوطني والقومي ، ومايجري اليوم في العراق من حرب قطع الرواتب وتاجيج التظاهرات واسقاط هيبة الحكومة من قبل الهرم الحاكم نفسه إنما هو استنساخ كامل لاحداث السودان والتي يراد منها جر العراق للتطبيع بعد أن فشلت محاولات داعش ومسعود البارزاني وبهاء الاعرجي وغيرهم من المتسلقين والمتساوقين والمنحرفين ، أن ماجرى الأحد إنما هو مؤشر خطير يستهدف الامن القومي العراقي ومستقبل اجياله ، فالحكومة هي من يشجع الانفلات الأمني وهي من تمارس سياسة تعديم الاقتصاد وافراغه من قدراته حيث أن وزير النفط يطلب من الأوبك تخفيض تصدير النفط العراقي في وقت يكون العراق بامس الحاجة للعاءدات لتغطية الرواتب ولتمشية أمور الناس، وهذا الطلب لم تقم به أي دولة من دول العالم بل على العكس تطالب الدول بزيادة صادراتها، ماذا يعني ذلك،؟ ، واين مجلس النواب؟ ، لماذا لايحاسب الهرم الحاكم؟، ولماذا لاتساءل الحكومة عن اخطاءها القاتلة؟، ولماذا لم يطالب المتظاهرون التشرينيون بتوزيع الرواتب باوقاتها المعينة وعدم انتقاصها ولماذا لايطالبون بانجاز ميناء الفاو وتفعيل الاقتصاد وتفعيل البطاقة التموينية وتشغيل الخريجين وذوي الشهادات والقضاء على البطالةواخراج القوات الاجنبية،وغيرها من التساؤلات المشروعة، أن مايجري في العراق لايخرج عن كونه تخريب ممنهج يهدف إلى وضع العراق في قفص صندوق النقد الدولي اليهودي، ومن ثم سيفرض التطبيع بعد أن يكون العراق تحت رحمة هذا الصندوق ، لان كل المعطيات الدولية ومايجري في العالم هو تسريع للمخطط الصهيوني الكبير بما فيه وباء كورونا الذي يأتي لاشغال الناس وابعادهم عن القضايا الكبرى ومنع تواصل المسلمين وفرض الحدود الجغرافية عليهم فيما يتمدد كيان الاحتلال سياسيا بدون ضوضاء وبدون ازعاج لان كل شيء تحت سيطرة الدول بذريعة منع وباء كورونا التي ابتدعت كسيف مسلط بيد الحكومات على الشعوب المسكينة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك