المقالات

إنشطار المنشطر وتقسيم المقسم..!

1376 2020-10-20

 

سرى العبيدي||

 

يتحدث السياسيون العراقيون عن انقسامات في الكتل والأحزاب والتيارات العراقية ويرجحون حدوث ذلك قبل أو بعد الإنتخابات المبكرة المقبلة، غير ان واقع الحال يشير بوضوح الى ان الانقسامات حاصلة بالفعل  ولم يستثنى منها اي طرف من الأطراف  ذلك لان  الانشطار او الانقسام  السياسي  ظاهرة اصطفافية صحية في الوسط السياسي  وربما حتمية خاصة في العراق  الذي تجري فيه تحولات كبيرة وصراع سياسي حاد ويتصف فاعله السياسي  بالسخونة والشدة  وتجربته فتية ويفتقر لتقاليد ديمقراطية عريقة ويشيّد فيه نظام تعددي مؤسساتي  حديث الولادة يراد منه بناء دولة العدالة الديمقراطية وفي مثل هذه الضروف  تكون الانشطارات والانقسامات عملية تطهيرية وضرورية تنقي العمل السياسي من مظاهر التطرف والعنف والتخبط.

وتشتد الانقسامات في زمن التحولات الجديّة حيث تعجز بعض الاحزاب والتيارات السياسية عن مسايرة التحولات الاقتصادية  والاجتماعية في البلاد وذلك لافتقارها للعمل المؤسساتي  والعلاقات العامة وعدم قدرتها على التخطيط والبرمجة وتنعدم فيها القدرات الادارية والتنظيمية التي تؤهلها  لجس نبض الشارع وتقييس ميول الرأي العام.

غالبا ما تحصل الانشقاقات  في البلدان التي  لا تنتظم فيها الاحزاب  بقانون  وتعاني  حكوماتها من هيمنة الفساد المالي والادارية وانعدام المعارضة السياسية النزيهة والمحترفة وغياب الشفافية في المؤسسات الحكومية وغموض عملها وانقطاعها عن الجمهور ، وعلى ذلك فان  الانشقاقات  السياسية في مثل هذه الاجواء طبيعية  وهذا ما سيحصل في العراق في المستقبل المنظور.

ينظر البعض الى انقسام التيارات السياسية على  انه مؤشر سلبي وقد يصفه البعض بالمنحى الخطير في العملية السياسية ويصح ذلك اذا ما تم  الانشطار السياسي على أساس الشخصنة والتدافع على المغانم  الحزبية والتمحور حول الكاريزمات المهيمنة والمتسلطة في التنظيم والتي يتمركز فيها المال والتأثير الاجتماعي الواسع الطيف .

غالبا ما تنشطر الأحزاب التي  تمتلك مصادر متعددة للتمويل  وتتعدد فيها الكارزيمات وتتبؤ القيادة فيها تيارات تميل الى التنظير ومولعة بالاجتهادات الفكرية والعقائدية وينتظم في قياداتها نخب عديدة ومن مختلفة الانحدارات الاجتماعية وكلها تتطلع للقيادة والهيمنة .

كذلك تتعرض للانشقاق الاحزاب التي تؤسس على اسس إيديولوجية مقننة ومحددة تشترط على أعضاءها التقيد التام بالفكر والالتزام الشديد بالخط الفكري وهذه الأحزاب معرضة للهزات الانشطارية لفقدانها المرونة والقدرة الاستيعابية للرؤى والاجتهادات التي يفرزها الواقع المتجدد والمتغير وكثير ما تسقط  هذه الاحزاب في الذاتية وعبادة الشخصية وتنتهي بالدكتاتورية.

ـــــــــ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك