المقالات

قصة النمل الذي اكل بيدر القمح..!

2058 2020-10-14

 

سرى العبيدي||

 

ليس هناك من بلد أقوى من العراق الذي يتنافس أبناؤه على هدمه منذ أمد بعيد، ولا يزال إلى اليوم صامدا لا ينهار.!!

ما يجري اليوم في بلدنا من استنزاف رهيب لوجوده يؤكد هذه القاعدة: نخبة متنفذة لا ترتبط بالبلد ـ وجدانياـ  ولا ترى فيه مستقبلها ومستقبل أبنائها، وإنما مجرد فرصة نادرة لتكديس أكبر كم ممكن من المال ثم التقاعد (الاختياري أو القسري) في بلد أجنبي، لتأتي بعدها نخبة جديدة سرعان ما تشرع في إستنزاف ماتبقى .

القصة كقصة النمل مع بيدر القمح المخزون في صومعة: دخلت نملة فأخذت حبة وحملتها على ظهرها وخرجت، ثم دخلت نملة أخرى فأخذت حبة وحملتها على ظهرها وخرجت، ثم جاءت نملتين فحملتا حبتين على ظهريهما وخرجتا، ثم جاءت ثلاث نملات فحملن ثلاث حبات على ظهورهن وخرجن.....

بيدر القمح كبير، ويتسع لكل النمل، والنمل أيضا كثير.. دوامة من التنافس على النهب لن تنتهي إلا بانهيار البلد، أو بإنتهاء ما في الصومعة ... و ذالك بسبب المخاض العسير الذي أنتج دولة معاقة، تسيرها مجموعة عسكرية ومدنية معاقة فكريا و ثقافيا، تتصرف حسب مبدأ ردود أفعال، ويطبعها المزاجية والأنانية في طريقة التفكير،وليس لديها مشروع وطني واضح المعالم للنهوض بما تبقي من هذا المنكب البرزخي، إلا الأستحواذ على ثروته الوطنية بمختلف السبل...

الأحزاب ومن يتزعمها، عبارة عن شركات خاصة، أو أحزاب مخصخصة، وملك خاص لمن يتزعمها، وهي عبارة عن الوجه الآخر والرديء للعملية السياسية التي أفرزتها و دعمتها، لكي يتسني لمصمم العملية السياسية، وهو ليس عراقي بالتأكيد،  السيطرة على هذه الأحزاب و توجيهها حسب المناخ السياسي السائد وحسب متطلباته وإحتياجاته، كي لا تشكل خطرا حقيقيا على مصالحه، و ذالك لخلق توازن شكلي يتيح له الخلود في هذا البلد .. إلى أن يستيقظ قائد فرقة عسكرية أو حتى آمر كتيبة أو رئيس حرس، و يستولي على السلطة التي أنهكها النمل..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك