المقالات

قراءة في اتفاق سنجار


 

جمعة العطواني||

 

من يطالع ( الاتفاق) المبرم بين الحكومة الاتحاديةِ وحكومة اقليم كوردستان يجد ثَمّة مغالطات وخروقات قانونية ودستورية ، وتبعات مالية واضحة، منها على سبيل المثال:

١- ان الاتفاق يعطي الاولوية للبيشمركة مع جهاز الأمن الوطني وجهاز المخابرات في توفير الأمن للقضاء.

وعند التمعن بمهام هذه الاجهزة باستثناء البيشمركة يجد ان جهازي المخابرات والأمن الوطني جهازان استخباريان لتقصي المعلومات الامنية وليس قوات قتالية ، ما يعني بالضرورة ان المهام العسكرية في القضاء بيد قوات البيشمركة ، ووضع اسم الجهازين ( المخابرات والأمن الوطني ) للتسويف وذر الرماد في العيون ليس اكثر.

٢- نحن نعلم ان الجيش العراقي جيش اتحادي يعطي له الدستور حق التواجد وفرض الأمن في كل ذرة تراب عراقية بغض النظر عن الاوصاف الادارية للمحافظات سواء كانت غير منتظمةٍ بإقليم او أقاليم ادارية.

وفِي حالة حصول اي خلاف اداري او امني بين المحافظاتِ بما فيها اقليم كوردستان يُفتَرضُ بالجيش الاتحادي يكون هو الفيصل في ذلك الخلاف من حيث البعد العسكري والامني ( كونه اتحادي) يمثل كل مكونات العراق الاجتماعيةِ ، بينما الاستعانة بخليط امني( غير متجانس ) ربما يهدد الأمن ويسبب توتر وحساسية في تلك المناطق اكثر من توفير الأمن .

٣- في قضاء مثل سنجار تابع الى محافظة غير منتظمةٍ بإقليم ، يُفتَرضُ ان يكون خاضعا بشكل كامل للإدارة المحلية للمحافظة وللحكومة الاتحاديةِ بعيدا عن اي تدخل من حكومة الاقليم اسوة بسائر المحافظاتِ العراقية المختلطة من مكونات اجتماعية ومذهبية ، وتدخل الاقليم في التفاصيل الادارية والامنية في سنجار يعني بالضرورة مدعاة لتفكيك الكثير من الأقضية والنواحي في سائر المحافظاتِ الاخرى ، ففي نينوى يوجد قضاء تلعفر ذات الغالبية التركمانية، وفِي مندلي في ديالى غالية كوردية، وفِي قضاء بلد في صلاح الدين غالبية شيعية، وغيرها الكثير من الأقضية اذا ما تم تعميم اتفاق( سنجار) على تلك الأقضية بسبب دعوات من اهالي تلك الأقضية يعني اننا ستفكك المحافظاتِ اداريا وأمنيا وعسكريا .

٤- نجد ان حكومة الاقليم والحكومة الاتحاديةِ تتدخل في تعيين مسؤولا اداريا للقضاء ، بينما في المحافظةِ حكومة محلية لها كامل الصلاحيات الدستوريةِ والقانونية في تعيين مدراء الأدارات المحلية ، وهذا خرق قانوني وتجاوز على صلاحيات إدارة المحافظةِ .

٥- في ضمن الاتفاق إطلاق ( ٢٥٠٠) درجة وظيفية لتعيين شرطة محلية من ابناء القضاء، وهنا تبرز عدة اشكاليات منها

- اين الشرطة المحلية الموجودة بالاساس في القضاء منذ سنوات ، ولماذا نحتاج الى شرطة إضافية ؟

ثم نحن نعلم ان الغالبية السكانية  من الايزيدين في القضاء ، فلماذا تخصص الف درجة الايزيدين وألف وخمسمائة درجة لباقي الأقليات ؟

وهل لدى الحكومة الاتحاديةِ فائض مالي لتعيين هذا العدد من المنتسبين ؟ واذا كان لديها هذا الفائض فلماذا لا تطلق درجات تعيين الخريجين في المحافظاتِ الجنوبية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك