المقالات

الاختلافات السياسية خلقت ازمة حقيقية في الطبقة السياسية 


  محمد حسن الساعدي ||   منذ تولي لخمس حكومات متعافية على حكم البلاد وهناك ازمة حقيقية في الطبقة السياسية التي تقود البلاد، والسبب ليس فقط الانتماء القومي او الطائفي او العرفي، بل التفاعلات بين هذه القوى، الى جانب المصالح الحزبية والفئوية ، والضغوطات والاجندات الخارجية ويمكننا ادراج هذه المؤشرات على سبيل الحصر وباختصار:- 1- حداثة التجربة الديمقراطية وعدم نضج خطابها السياسي الاعلامي وعموم أدائها السياسي . 2) الشعور بالإقصاء والتهميش لدى عدد من رموز الطبقة السياسية وقيادات الاحزاب،بل تعدى ذلك الى المكونات التي تمثلها تلك الرموز لتتحول الى سلوك انهزامي وانتمائي في نفس الوقت .  3) ضعف الشعور بالمواطنة ليحل محله الالتجاء للقبيلة والاحزاب والطائفة من أجل تعزيز الحماية والوصاية ثم اللجوء للاستقواء بالخارج والتعويل على تدخلاته . 4) عدم حل وتسوية المشكلات والازمات بسرعة، وتركها فريسة للتراكم والاهمال أو ترحيلها. 5)هشاشة البنى الدستورية للنظام السياسي وإبهام صياغاتها اللغوية وامكانية القفز عليها والتجاوز على مصادقيها والتعسف على تأويلها وتفسيرها .  لاشك أن الانقسام الطائفي بدى واضحاً في صورة المشهد السياسي،ما جعل دعوات التعتيم بدت حاضرة في أي منعطف يواجهه العراق والعملية السياسية، وهذا ما شهدناه بعد سقوط النظام عام 2003 ، وقد استجابت له الكثير من الجهات ذات العلاقة بمختلف الاستجابات ومنها عقد المؤتمرات الدولية وإقامة العديد من الورش والندوات بهذا الشأن، وخرجت بالعديد الاوراق والتوصيات الرسمية التي تحولت لاحقاً الى تشريعات قانونية وإجراءات حكومية لذلك فكلما تشابكت المصالح وأصبحت متداخلة كلما تذبذبت أواصر اللحمة المجتمعية، وكلما توحد المجتمع وأصبح لسان حال مصالحه كلما كانت قراراته الادارية والاقتصادية ذات مغزى، ويأتي ذلك من خلال بناء مصالح استراتيجية مشتركة بين أبناء الوطن الواحد أي مصالح تكون بين أبناء الشعب الواحد مثل مصالح عربية في مناطق كردية او مصالح شيعية في مناطق سنية وبالعكس وهكذا بقية مكونات الشعب العراقي تجد نفسها حاضرة في هذه الصورة الملونة، ما يجعل هذه المصالح المشتركة تكون هي التي تتحكم بصورة المشهد ككل وتمنع أي محاولة  لاستهدافه سواءً من الداخل او الخارج.  ولأجل أيجاد الحلول المناسبة لمشكلة الاختلاف السياسي ينبغي إيجاد خطط من شانها تحقيق حدة هذا الاختلاف عبر إجراء تعديلات دستورية تطال نقاط الضعف والخلل التي أشهرتها الرئاسات الثلاث عبر ممارستها اليومية للعمل السياسي كما ينبغي إيجاد التقسيمات اللازمة للمشهد السياسي الى جناحين (الحكم- المعارضة) وهي قواعد اللعبة للعمل الديمقراطي، كما ينبغي ترشيد العملية الانتخابية وتطوير أدواتها وحسم المخرجات وبما يعزز ثقة الجمهور بها والأيمان بشرعيتها وشفافية نتائجها، وإيجاد طبقة سياسية جديدة، وتحديث برامجها ومتبناتيها، وتمدين الممارسة السياسية من خلال تركيز التداول السلمي للسلطة بما يتسق مع المتغيرات الحاصلة في البلاد وتفعيل الرقابة والمتابعة والمحاسبة وإدخال النظام المعلوماتي الحديث وقوننة الاجراءات من أجل المزيد من الجودة والتميز .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك