المقالات

إصبع على الجرح..كنت اعتقد لكنني ...

1444 2020-10-07

 

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

مما لا شك فيه أن مساحة الحديث مع الذات مفتوحة بلا حدود أو موانع او محظور . حزنا كانت وما أكثرها أم فرح كانت وما أقلّها وما بين هذا وذاك تنساب المفردات جمل وحروف وهمس تمتمة وجدل وجدال وحوار ونقاش يذوب كقطرات الندى التي تنساب من بين رموشي حينما كنت أعتقد في صغري أن جميع الأصدقاء أوفياء كما هي صلة الرحم قداسة نص سماوي في جوانح الروح .

 كنت اعتقد أن المنزل الذي ولدنا فيه وترعرعنا وكبرنا فيه هو الأرض التي ارادها الله لنا بيتا وقدرا ووطنا وهوية لا شيء اغلى منه ولا شيء مثله وإن القلب الأحمر ذو السهم الذي يخترقه هو الحب ولست ادري أي حب لكنه هو الحب الذي عرفناه ورسمناه على الجدران وفي دفاترنا وفي رسائلنا لكل من نحب ولم يكن هنالك من لا نحب .

في طفولتنا كنّا أطفالا بحق وحقيقة فطرة وبراءة وطيبة وحياءوعفة . كانت أكبر الأوجاع وأقساها وأشدها ألما لنا هي وخزة الإبرة التي نتلقاها عند المرحوم السيد جواد حين نصاب بالحمى او الأنفلاونزا التي كانت تزورنا في كل عام مرة .

حين كنّا فتيانا كنا نقرأ ونبحث عما نقرأ واذكر فيما اذكر انني كنت اعتقد إن اجاثا كريستي مجرمة وليس مؤلفة وأن عذابات الإنتظار هي حلقة المحقق كونان .وأن أسوأ الناس شرشبيل واخطرهم الآنسة منشن .وأن أكبر الخيانات واخطرها سرقة قطعة من الشوكلاته.

وأن أعظم الأحلام ثروة خيالية تقدر بخمسة دنانير وأن جميع قصص الحب تنتهي بزواج الاميرات ولا وجود للنهايات الحزينة كما هي الأفلام المصرية حينما يقتل بطل الفلم جميع افراد العصابة مهما كان عددهم ومهما كانت عدتّهم ولا يموت حتى وإن رموه بألف طلقة من الف بندقية فأنه سينتصر عليهم ويلتقي بحبيبته ويحضنها ويقبلّها .

كنت في صغري اعتقد كل هذا واصطنع السعادة لنفسي بالتهام قطعة المثلجات وحين تالمنى أسناني اسرف في الضحك  .

لكنني لم اعتقد يوما ولا أظن إني اعتقدت أو توقعت انني سأرى في حياتي آلاما اقسى من ألم الظلم الذي يعيشه الفقراء في بلدي  تحت سطوة اللصوص ولا اعتقد يوما إني سأرى خيانات لبشر يبيعون وطن ويتآمرون على الوطن وينهبون بخيرات الوطن ..

أي حقارة وخسة ونذالة لا ولم ولن اتوقع ان ارى مثلها كما اراها اليوم في وطني .. نعم فحين يأخذني الحنين إلى الوراء لا أعلم هل أبتسم لأن بعض الذكريات جميلة. أو أصرخ لأن الحاضر حقا يخيفني .  أم ابكي لأن الماضي لا يعود.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك